4- قول الأشاعرة والماتريدية:
يقولون إن كلام الله معنى نفسي قائم بذات الرب، وهو صفة أزلية قديمة قِدَم الذات الإلهية، وإنه واحدٌ لا يتجزأ ولا يتبعض وهو التوراة والإنجيل والقرآن، وليس بحرف ولا صوت، وإن الألفاظ عبارة عنه، وهي خلقٌ من المخلوقات1.
والفرق بينهم وبين الكلابية؛ أن الكلابية يقولون بأن الحروف والأصوات حكاية لكلام الله ودالةٌ عليه. والأشاعرة والماتريدية يقولون إنها عبارة، ولا يسمونها حكاية2.
كما أن الكلابية يقولون: هو معانٍ متعددة في نفسها، فهو عندهم أربع معان، وهي الأمر، والنهي، والخبر، والاستفهام.
وأما الأشاعرة فيقولون: هو معنى واحدٌ بالعين لا ينقسم ولا يتبعض3.
ثالثا: تفصيل الأقوال في مسألة الاسم والمسمَّى:
أولا: قول أهل السنة والجماعة:
يثبت أهل السنة والجماعة الصفات لله حقيقة، ويؤمنون بأن الله متصفا بصفة الكلام حقيقة، وهم لذلك يؤمنون بأن الله سمى نفسه وتكلم بهذه الأسماء، وأن هذه الأسماء ليست من وضع البشر، وليست مخلوقة، وكذلك هي دالة على الصفات حقيقة.