...
مدخل في التعريف بهذا المبحث
المسألة التي سأتناولها بالبحث هاهنا هي مسألة لا تقل في أهميتها عما يُعرفُ بمسألة (اللفظ بالقرآن هل هو مخلوقٌ أم غير مخلوق) ، بل هي شقيقتها؛ لأن مخرج القول في المسألتين وكذا الناتج منهما واحد، ولذلك فلا غرابة إن كان بينهما أوجه شبهٍ عديدة يعرفها أهل هذا العلم الذين لهم إطلاع ومعرفة بمسائله وقضاياه.
وكلتا المسألتين شغلت حيِّزا في بابها، فمسألة اللفظ بالقرآن شغلت حيِّزا في (باب إثبات صفة الكلام، وهل القرآن مخلوق أم غير مخلوق) . ومسألة الاسم والمسمى أخذت مكانا في (باب أسماء الله، وهل هي مخلوقة أم غير مخلوقة) ، وكان لكل من المسألتين انعكاساتها على البابين سلباًً وإيجاباً بحسب المعتقد والقول فيهما.
ولا شك أن أمثال هذه المسائل لم يتعرض لها علماء أهل السنة ابتداء، وإنما اضطروا للخوض فيها اضطراراً، وذلك، لما أظهره أهل الباطل من آراء فاسدة أوجبت الرد عليها من قبل أهل السنة من باب إحقاق الحق وإظهاره، ودحض الباطل، وكشف زيفه، وفضح افترائه، ومن أجل ذلك شغلت هذه المسألة حيِّزا في كتب أهل السنة، واستوجبت عناية أهل العلم بها، فأفردوا لها مبحثاً مستقلاً، وأدرجوها في دراساتهم وأولوها عنايتهم واهتمامهم.
ومن الطريق ذاته والباب نفسه اكتسبت هذه المسألة أهميتها في ضرورة إطلاع طلاب العلم عليها ومعرفتهم لمضمونها ومحتواها، حتى يسلم لهم