وروى مسلم عن ابن عباس: أتى النبي - صلى الله عليه وسلم - ملك، فقال: أبشر بنورين، قد أوتيتهما لم يُؤْتهما نبيء قبلك: فاتحة الكتاب.
وخواتيم سورة البقرة.
وأخرج أبو عبيدة في فضائله، عن كعب، قال: إنَّ محمداً - صلى الله عليه وسلم - أعطي أربع آيات لم يُعطهن موسى، وإن موسى أعطي آية لم يعطها محمد - صلى الله عليه وسلم -، وهي: اللهم
لا تولج الشيطان في قلوبنا، وخلِّصنا من أجل أنَّ لك الملكوت والأيد والسلطان والملك والحرم والأرض والسماء، الدهر الداهر، أبداً أبداً، آمين آمين.
وأما الأربع التي لم يعطهن موسى فهي: خواتيم البقرة.
(لله ما في السماوات وما في الأرض) ، وآية الكرسي.
هو في اللغة الطريق، ثم استُعمل في القرآن، بمعنى الطريقهّ الدينية، وأصله السين ثم ينقلب صاداً لحرف الإطباق بعدها.
وفيه ثلاث لغات: بالصاد، والسين، وبين الصاد والزاي.
وحيثما ورد في القرآن فمعناه الطريق الموصّل إلى الصراط الحسيّ المنصوب على مَتْنِ جهنم، ليَمُرَّ المؤمنون عليه، أرقّ من الشعر، وأحدّ من السّيف، وفي حافتيه كلاليب معلَّقة مأمورة بأخْذِ من أمرت بأخذه، فمخدوش ناج، ومكردس في نار جهنم، ويمرون عليه بحسب اتّباعهم لهذا الصراط المعنوي، فأولهُم كالبرق، ثم كمر الريح، ثم كمر الطير، وكأشد الرجال حتى يجيء الرجل ولا يستطيع السير إلا زَحْفا.
وقد صح أنَّ له عقبات سبع لا يجاوزها إلا مَنْ قطع عَقَبات الدنيا.
وأنكره أكثَر المعتزلة، لعدم إمكان العبور عليه.
ويسهِّله الله على المؤمن كأنه واد واسع.
(صِبْغَة الله) : يعني دين الله، وهو استعارةٌ من صبغ
الثوب وغيره، ونَصْبه على الإغراء، أو على المصدر من المعاني المتقدمة، أو بدل من ملّة إبراهيم.
(صِرّ) .: بَرْدٌ شديد، أصاب حَرْثَ الذين ظلموا أنفسهم، وهم الكفار، فلم ينتفعوا به، وكذلك لا ينتفعون في الآخرة بأعمالهم.