وقال غيره: التمني لا يصح فيه الكذب، وإنما الكذب في التمنَّى الذي يترجح عند صاحبه وقوعه، فهو إذاً وارد على ذلك الاعتقاد الذي هو ظن، وهو خبر صحيح.
قال: وليس المعنى في قوله: (وإنهم لكاذبون) أن ما تمتوا ليس
بواقع، لأنه ورد في معرض الذم لهم، وليس في ذلك التمنى ذم، بل التكذيب.
ورد على إخبارهم عن أنفسهم أنهم لا يكذبون وأنهم يؤمنون.
وحرف التمني الموضوع له (ليت) ، نحو: (يا ليتنا نُرَدُّ) .
(يا ليْتَ قَوْمي يعْلَمون) .
(يَا لَيْتَنِي كُنْتُ مَعَهُمْ فَأَفُوزَ فَوْزًا عَظِيمًا (73)) .
وقد يتمنّى بهل حيث يُعْلَم فَقْدُهُ، نحو: (فَهَلْ لَنَا مِنْ شُفَعَاءَ فَيَشْفَعُوا لَنَا) .
أَو بـ لَو، نحو: (فلو أنَّ لنا كَرّة فنكون) .
ولذا نصِب الفعل في جوابها.
وقد يُتَمنّى بـ لعل في البعيد، فيعطي حكم ليت في نَصْبِ الجواب: نحو:
(لَعَلِّي أبلُغُ الأسبابَ أسبابَ السماوات فأطَّلِعَ.
ومن أقسامه الترجّي
نقل القَرافي في " الفُروق " الإجماع على أنه إنشاء، وفرّق بينه وبين التمني بأنه في الممكن، والتمني فيه وفي المستحيل، وبأن الترجي في القريب، والتمني في البعيد، وبأن الترجي في المتوقَّع والتمني في غيره، وبأن التمني في المعشوق للنفس، والترجي في غيره.
وسمعت شيخنا الكافيجي يقول: الفرق بين التمني وبين العَرْض هو الفرق
بينه وبين الترجي.