مثال النفي: (مَا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِنْ رِجَالِكُمْ) .
ومثال الجَحْد نفي فرعون وقومه آيات موسى، قال تعالى: (فَلَمَّا جَاءَتْهُمْ آيَاتُنَا مُبْصِرَةً قَالُوا هَذَا سِحْرٌ مُبِينٌ (13) وَجَحَدُوا بِهَا وَاسْتَيْقَنَتْهَا أَنْفُسُهُمْ ظُلْمًا وَعُلُوًّا) .
وأدوات النفي: لا، ولات، وليس، وما، وإنْ، ولم، ولمَّا، وستأتي في
حروف المعجم.
ونورد هنا فائدة زائدة، قال الخُوَيّي: أصل أدوات النفي لا، وما، لأن
النفي إما في الماضي وإما في المستقبل، والاستقبال أكثر من الماضي أبدًا، ولا
أخفّ من ما، فوضعوا الأخف للأكثر.
ثم إن النفي في الماضي إما أن يكون نفيًا واحدًا مستمرا، أو نفياً فيه أحكام
متعددة، وكذلك النفي في المستقبل، فصار النفي على أربعة أقسام.
واختاروا له أربع كلمات: ما، ولم، ولن، ولا، فأما إن ولمّا فليسا بأصلين، فما ولا في الماضي والمستقبل متقابلان.
ولم كأنه مأخوذ من لا وما، لأن لم نفي للاستقبال لفظا
والمضِيّ معنى، فأخذ اللام من لا التي هي لنفي المستقبل والميم من " ما "التي
هي لنفي الماضي، وجمع بينهما إشارة إلى أن في "لم " إشارة إلى المستقبل
والماضي، وقدم اللام على اليم إشارة إلى أن " لا " هي أصل النفي، ولهذا يُنفى بها في أثناء الكلام، فيقال لم يفعل زيد ولا عمرو.
أما لما فتركيب بعد تركيب، كأنه قال: لم وما لتوكيد معنى النفي في الماضي.
وتفيد الاستقبال أيضاً، ولهذا تفيد لما الاستمرار.
الأول: زعم بعضهم أن شرط صحة النفي عن الشيء صحة اتصافِ النفي
عنه بذلك الشيء، وهو مردود بقوله: (وما ربّك بغافل عما يعملون) .
(وَمَا كَانَ رَبُّكَ نَسِيًّا (64) .
(لَا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلَا نَوْمٌ) ، ونظائره.