الثالث عشر: خطاب الجمع بلفظ الواحد، كقوله: (يا أيها الإنسانُ ما
غَرّكَ بربك الكريم) .
الرابع عشر: خطاب الواحد بلفظ الجمع، نحو: (يَا أَيُّهَا الرُّسُلُ كُلُوا مِنَ الطَّيِّبَاتِ ... إلى قوله: (فَذَرْهُمْ فِي غَمْرَتِهِمْ حَتَّى حِينٍ (54) .
فهو خطاب له - صلى الله عليه وسلم - وحده، إذ لا نبي معه ولا بعده، وكذا قوله: (وَإِنْ عَاقَبْتُمْ فَعَاقِبُوا) .
خطاب له - صلى الله عليه وسلم - وحده، بدليل قوله: (وَاصْبِرْ وَمَا صَبْرُكَ إِلَّا بِاللَّهِ) .
وكذا قوله: (فَإِلَّمْ يَسْتَجِيبُوا لَكُمْ فَاعْلَمُوا أَنَّمَا أُنْزِلَ بِعِلْمِ اللَّهِ) ، بدليل قوله: (قل فأتُوا) .
وجعل منه بعضُهم: (قال رَبّ ارْجِعون) ، أي ارجعني.
وقيل رب خطاب له تعالى، وارجعون للملائكة.
وقال السهيلي: هو قول من حضرته الشياطين وزبانية العذاب، فاختلط، فلا يدري ما يقول من الشطط، وقد اعتاد أمراً يقوله في الحياة مِنْ ردّ الأمر إلى المخلوقين.
الخامس عشر: خطاب الواحد بلفظ الاثنين، نحو: (ألْقِيَا في جهنَّم) .
والخطاب لمالك خازن النار، وقيل لخزنة جهنم والزبانية، فيكون من
خطاب الجمع بلفظ الاثنين، وقيل للملكين الموكلين به في قوله: (وجاءَتْ كلُّ نَفْس معها سائق وشَهيد) .
فيكون على الأصل.
وجعل المهدوي من هذا النوع: (قال قد أجِيبَتْ دعوتكما) .
قال: الخطاب لموسى وحده، لأنه الداعي.
وقيل لهما، لأن هارون أمّن على دعائه والمؤمِّن أحد الداعين.
السادس عشر: خطاب الاثنين بلفظ الواحد، كقوله: (فمَنْ ربُّكما يا
موسى) ، أي ويا هارون.
وفيه وجهان:
أحدهما: أنه أفرده بالنداء لإدْلاله عليه بالتربية.
والآخر: أنه صاحب الرسالة والآيات، وهارون تَبَع له، ذكره ابن عطية،