ونظيره قوله: (وَالَّذِينَ إِذَا أَنْفَقُوا لَمْ يُسْرِفُوا وَلَمْ يَقْتُرُوا) .

قدم نفي السرف، لأن السرف في الإنفاق.

وقوله: (يُرِيكُمُ الْبَرْقَ خَوْفًا وَطَمَعًا) ، لأن الصواعق تقع مع أول برقة، ولا يحصل المطر إلا بعد توالي البرقات.

وقوله: (وَجَعَلْنَاهَا وَابْنَهَا آيَةً لِلْعَالَمِينَ (91) .

قدمها على الابن لما كان السياق في ذكرها في قوله: (والتي أحصنَتْ فَرْجَها) .

ولذلك قدم الابن في قوله: (وَجَعَلْنَا ابْنَ مَرْيَمَ وَأُمَّهُ آيَةً) .

وحسّنه تقديم موسى في الآية قبله.

ومنه قوله: (وَكُلًّا آتَيْنَا حُكْمًا وَعِلْمًا) .

قدم الحكم - وإن كان العلم سابقاً عليه، لأن السياق فيه، لقوله في أول الآية: (إذ يَحْكُمَانِ في الحَرْثِ) .

وأما مناسبة لفظ هو من التقدم أو التأخر، كقوله: (هُوَ الْأَوَّلُ وَالْآخِرُ) .

(وَلَقَدْ عَلِمْنَا الْمُسْتَقْدِمِينَ مِنْكُمْ وَلَقَدْ عَلِمْنَا الْمُسْتَأْخِرِينَ (24) .

(لِمَنْ شَاءَ مِنْكُمْ أَنْ يَتَقَدَّمَ أَوْ يَتَأَخَّرَ (37) .

(بِمَا قَدَّمَ وَأَخَّرَ (13) . ا

(ثُلَّةٌ مِنَ الْأَوَّلِينَ (39) وَثُلَّةٌ مِنَ الْآخِرِينَ (40) .

(لِلَّهِ الْأَمْرُ مِنْ قَبْلُ وَمِنْ بَعْدُ) .

(له الحَمْدُ في الأولى والآخرة) .

وأما قوله: (فَلِلَّهِ الْآخِرَةُ وَالْأُولَى (25) - فلمراعاة الفاصلة.

وكذا قوله: (جَمَعْنَاكُمْ وَالْأَوَّلِينَ) .

الخامس: الحث عليه والحضّ على القيام به حذراً من التهاون به، كتقديم

الوصية على الدَّين في قوله: (مِنْ بَعْدِ وَصِيَّةٍ يُوصِي بِهَا أَوْ دَيْنٍ) .

مع أن الدين مقدم عليها شرعاً.

السادس: السبق، وهو إما في الزمان باعتبار الإيجاد، كتقديم الليل على

النهار، والظلمات على النور، وآدم على نوح، ونوح على إبراهيم،

طور بواسطة نورين ميديا © 2015