ذكر الزمخشري أن للفاء مع الصفات ثلاثة أحوال.
"أحدها أن تدل على ترتيب معانيها في الوجود كقوله:
يالهف زيابة للحارث الصـ ... ـــابح فالغانم فالآيب
أي: الذي صبح فغنم فآب.
ونحوه أن تقول: (مررت برجل خادع صاحبه فقاتله) أي خدعه فقتله، فالخداع قبل القتل.
والثاني أن تدل على ترتيبها من بعض الوجوه، نحو قولك: خذ الأكمل فالأفضل واعل الأحسن فالأجمل".
ونحو ذلك أن تقول: إبدأ بالأسهل فالأصعب، واحفظ السور القصار فالطوال.
" والثالث أن تدل على ترتيب موصوفاتها في ذلك، نحو (رحم الله المحلقين فالمقصرين (?). فالمحلقون أفضل من المقصرين فبدأ بهم بحسب ترتيبهم في الفضل، ونحو ذلك، أن يقال: (يتقدم الأقرأ فالأسن) فالأقرأ أفضل من الأسن.
وهي في كل ذلك تفيد الترتيب، سواء كان الترتيب في الحدوث أم غيره.
حرف عطف يفيد الترتيب والتراخي، ومعنى التراخي المهلة، فإذا قلت (أقبل محمد ثم خالد) كان المعنى أنه أقبل محمد أولا وبعده بمهلة أقبل خالد.
جاء في (كتاب سيبويه): " ومن ذلك: مررت برجل ثم امرأة، فالمرور ههنا مروران وجعلت (ثم) الأول مبدوءا به، وأشركت بينهما في الجر (?).