4 - التعظيم: وقد يكون التعظيم بلفظ القريب والبعيد، فالقريب يراد به استحضار عظمة المشار إليه أمام القلوب والعيون، نحو قوله تعالى: {لمثل هذا فليعمل العاملون} [الصافات: 61]، وقول الشاعر:
هذا الذي للمتقين أمام
والبعيد يراد به بعد منزلة المشار إليه وارتفاع مكانته نحو قوله تعالى {أولئك على هدى من ربهم وأولئك هم المفلحون} [البقرة: 5]، وقوله {أولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة وأولئك هم المهتدون} [البقرة: 157]، وقوله {أولئك الذي هدى الله فبهداهم اقتده} [الأنعام: 90].
5 - التحقير ويكون بلفظ القريب والبعيد (?) أيضا. فلفظ القريب يراد به استحضار ضعف المشار إليه وحقارته، وذلك نحو قوله تعالى: {وإذا رءاك الذين كفروا إن يتخذونك إلا هزوا أهذا الذي يذكر آلهتكم} [الأنبياء: 36]، وقوله: {قال أرءيتك هذا الذي كرمت علي} [الإسراء: 62]، ونحوه أن تقول: (أيقدر هذا الصعلوك على شيء)؟ و (هل يصلح هذا الشيء؟ ).
والبعد يقصد به بعده في الانحداد والانحطاط عن منزلة المشير أو الخاطب، نحو قوله تعالى: {أولئك الذين اشتروا الضلالة بالهدى فما ربحت تجارتهم} [البقرة: 16]، وقوله {إنما ذلكم الشيطان يخوف أولياءه} [آل عمران: 175].
والناس قد تصف الشخص الساقط الحقير بالبعد، فيقولون (قاتل الله الأبعد) و (البعيد قال مثل هذا القول الرديء وفعل هذا الفعل الشنيع).
6 - التعريض بغباوة المخاطب ويعني ذلك أن المخاطب لا يتميز الشيء عنده، إلا بالحسن كأن تقول: هذا هو الشيء الذي لا أزال أذكره لك، هذا هو أنظره بعينك والمسه بيدك، وجعلوا منه قول الفرزدق.
أولئك آبائي فجئني بمثلهم ... إذا جمعتنا يا جرير المجامع (?)