وقوله صلى الله عليه وسلم: ما يسرني بها حمر النعم " أي بدلها (?).
وهو قريب من المعنى السابق.
ومنها السببية، كقوله تعالى: {إنكم ظلمتم أنفسكم باتخاذكم العجل} [البقرة: 54] (?).، وقوله: {فبما نقضهم ميثاقهم لعناهم} [المائدة: 13]، وسنبحث معنى السببية بالباء واللام وغيرهما في مكان لاحق من هذا الباب.
قالوا ومن معانيها المجاوزة، كـ (عن) وجعلوا منه قوله: {سأل سائل بعذاب واقع} [المعارج: 1]، بدليل قوله تعالى: {يسئلون عن أنبائكم} [الأحزاب: 20]، قوله: {الرحمن فسئل به خبيرا} [الفرقان: 59].
جاء في (المخصص): " فمهما رأيت الباء بعدما سألت، أو ساءلت، أو ما تصرف منهما فاعلم أنها موضوعة موضع عن (?).
وجعلوا منه في غير السؤال قوله تعالى: {يسعى نورهم بين أيديهم وبأيمانهم} [الحديد: 12]، وقوله: {ويوم تشقق السماء بالغمام} [الفرقان: 25] (?). وأنكر البصريون هذا المعنى.
أما ما قاله صاحب المخصص من أن كل باء بعد سأل وما تصرف منه بمعنى (عن) ففيه نظر، فقوله تعالى: {سأل سائل بعذاب واقع} [المعارج: 1]، ليس بمعنى عن عذاب، فهناك فرق بين سأل به وسأل عنه، ولا مجال للاستدلال بقوله تعالى: {يسئلون عن أنبائكم} [الأحزاب: 20] و {يسئلونك عن الساعة} [النازعات: 42]، ونحو ذلك فإن المعنى مختلف.