معاني النحو (صفحة 695)

وتقول (لم يدخلها وهو يطمع) و (لم ياتني وهو طامع) فهذه تحتمل الحال، أي لم يدخلها طامعا، وإنما دخلها غير طامع، وتحتمل الاستئناف، فيكون المعنى أنه لم يدخلها ولكنه يطمع في الدخول، وحذفها ينص على الاستئناف.

8 - أن يؤتى بها للتنصيص على إرادة الحال لا التعليل، وذلك كقولك (جئته أنه أمير) و (جئته وأنه أمير) فالأول تعليل لملجيء، والثانية معناها جئته وهذه حاله، أي وقت هو أمير، قال تعالى: {وما كان الله ليعذبهم وأنت فيهم} [الأنفال: 33]، ولو قال (ما كان الله ليعذبهم أنك فيهم) لكان المقصود به التعليل، أي بيان السبب، إلى غير ذلك من الأغراض.

الحال المؤكدة

تنقسم الحال إلى مؤسسة، وهي المبينة للهيئة، نحو أقبل أخوك ضاحكا، ومؤكدة وهي التي يستفاد معناها مما قبلها نحو (ولي مدبرا).

وتقسم المؤكدة على ثلاثة أقسام:

المؤكدة لعاملها وهي التي تكون بمعنى عاملها، سواء خالفته في اللفظ، أو وافقته، نحو قوله تعالى: {ولا تعثوا في الأرض مفسدين} [البقرة: 60]، لأن العثي هو الفساد، وكقوله تعالى: {ولا تكونوا كالتي نقضت غزلها من بعد قوة أنكاثا} [النحل: 92]، فنقض الغزل جعله أنكاثا، وكقوله تعالى: {ويوم يبعث حيا} [مريم: 15]، وقوله: {وأرسلناك للناس رسولا وكفى بالله شهيدا} [النساء: 79] فمعنى أرسلناك أنك رسول.

والمؤكدة لصاحبها كقوله تعالى: {يأيها الذين أمنوا أدخلوا في السلم كافة} [البقرة: 208]، فكافة حال مؤكدة للضمير في (ادخلوا) وقوله: {ولو شاء ربك لأن من في الأرض كلهم جميعا} [يونس: 99]، فجميعا حال مؤكدة لـ (من). وقوله: {ليحملوا أوزارهم كاملة يوم القيامة} [النحل: 25]، أي جميعها.

والمؤكدة لمضمون الجملة وهي التي يستفاد معناها من مضمون الجملة قبلها نحو (هو

طور بواسطة نورين ميديا © 2015