بخلاف متى، فإنه يستعمل في الماضي والمستقبل" (?) ولفظها يوحي بالاستبطاء، فقوله تعالى: {أيان مرساها} [النازعات: 42]، يوحي أنهم يستبطئون يومها ونحوه: {يسئل أيان يوم القيامة} [القيامة: 6].
أصل (بين) أن تكون ظرفا للمكان، وقد تكون للزمان، وذلك بحسب ما تضاف إليه، فمن ورودها ظرفا للمكان، قوله تعالى: {أجعل بينكم وبينهم ردما} [الكهف: 95]، ومن ورودها للزمان قولهم (بين المغرب والعشاء يفعل الله ما يشاء (?)) جاء في (شرح لرضي على الكافية): " وأصل (بين) أن يكون مصدرا بمعنى الفراق، فتقدير (جلست بينكما) أي مكان فراقكما. وتقدير (فعلت بين خروجكم ودخولك) أي زمان فراق خروجك ودخولك فحذف المضاف وأقيم المضاف إليه مقامه (?) " وإذا لحقتها الألف أو (ما) أضيف إلى الجمل، لا تكون عند ذاك إلا للزمان وذلك نحو قوله:
فبينا نسوس المرء والأمر أمرنا ... إذا نحن فيهم سوقة نتنصف
وقوله:
وبينما المرء في الأحياء مغتبط ... إذا هو الرمس تعفوه الأعاصير
وقد تضاف (بينا) إلى مصدر كقوله:
بينا تعنقه الكماة وروعه ... يوما أتيح له جريء سلفع (?)
وقد تلقى بينا وبينما، بإذ وإذا اللتين للمفاجأة كما مر في البيتين.