معاني النحو (صفحة 50)

ومنه قوله تعالى {والذين كفروا بآيتنا هم أصحاب المشئمة} [البلد: 19]، فقد أفاد الضمير القصر ولو حذف لكان القصر محتملا.

وإذا أخذنا بالرأي القائل أن ضمير الفصل قد يقع بين المبتدأ وخبره الفعلي (?)، كان منه قوله تعالى {ألم يعلموا أن الله هو يقبل التوبة عن عباده. ويأخذ بالصدقات} [التوبة: 104] فالضمير (هو) أفاد معنى القصر، ولو حذف لكان القصر محتملا لا معينا، فإن قلت (أن الله يقبل التوبة) كان أخبارا بأن الله يقبل التوبة دون إفادة القصر.

ونحوه قوله: {إن ربك هو يفصل بينهم يوم القيامة} [السجدة: 25]، وقوله {ومكر أولئك هو يبور} [فاطر: 10]، وقوله {إنه هو يبديء ويعيد} [البروج: 13]، ونحوها فوجد الضمير ها هنا أفاد معنى القصر ولو حذف لكان محتملا.

3 - التوكيد: ولهذا سماه بعض الكوفيين دعامة، لأنه يدعم به الكلام، أي يقوي ويؤكد (?)، جاء في (الكشاف) في قوله تعالى {وأولئك هـ المفلحون} [البقرة: 5].

(وهم) فصل وفائدته الدلالة على أن الوارد بعده خبر لا صفة، والتوكيد، وإيجاب أن فائدة المسند ثابتة للمسند إليه دون غيره. (?)

قال تعالى: {والسابقون الأولون من المهاجرين والأنصار والذين اتبعوهم بإحسان رضي الله عنهم ورضوا عنه وأعد لهم جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها أبدًا ذلك الفوز العظيم} [التوبة: 100].

وقال: {وعد الله المؤمنين والمؤمنات جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها ومساكن طيبة في جنات عدن ورضوان من الله أكبر ذلك هو الفوز العظيم}. [التوبة: 72].

طور بواسطة نورين ميديا © 2015