لأنه من المحال أن يبلغ مجمع البحرين وهو في مكانه لم يبرح منه وإذا ل يجز أن يراد بها البراح تعين أن يكون بمعنى لا أزال" (?).
والصواب أن ذلك هو الكثير فيه وهو الأصل في استعماله قال تعالى: {فلن أبرح الأرض حتى يأذن لي أبي} [يوسف: 80]، وقال: {لن نبرح عليه عاكفين حتى يرجع إلينا موسى} [طه: 19]، وهذا القول في العجل الذي عبده بنو إسرائيل أي لا نترك مكاننا عاكفين على عبادته والعكوف يقتضي المكث في المكان والبقاء فيه. ومن ذلك قوله:
فقلت يمين الله أبرح قاعدًا ... ولو قطعوا رأسى لديك وأوصالي
أي أبقى في مكاني قاعدًا وأبرح هنا معناه (لا أبرح).
وقول عبد الله بن قيس الرقيات:
والله أبرح في مقدمة ... أهدي الجيوش على شكتيه
أي لا أترك مكاني في مقدمة العسكر
مافتيء: معنى فتيء نسي يقال: فتئت عن الأمر إذا نسيته وانقدعت (?) ويأتي بمعنى سكن واطفأ (?).
قال الفراء: فتأته عن الأمر سكنته وفتأت النار أطفأتها (?) فإذا قلت: ما فتيء كان معناه ما نسي أو ما سكن هذا أصلها ثم استعملت منفية لإفادة الدوام، فإذا قلت: ما فتئت أفعل كان المعنى: ما نسيت فعله أي أنا أفعله مستمرًا لم أنسه وما سكنت عن فعله ولك أكف عنه. ومنه قوله تعالى: {تالله تفتؤا تذكر يوسف} [يوسف: 85]، أي لا تنسى