ونحو ذاك وقوله تعالى: {إن الذين أمنوا وعملوا الصالحات إنا لا نضيع أجر من أحسن عملا} [الكهف: 30]، ولم يقل (أجرهم) وقوله: {من كان عدوا لله وملائكته ورسله وجبريل وميكال فإن الله عدو للكافرين} [البقرة: 98]، ولم يقل (له) للغرض نفسه.
وشبيه بهذا الباب قوله تعالى: {والذين عملوا السيئات ثم تابوا من بعدها وأمنوا إن ربك من بعدها لغفور رحيم} [الأعراف: 153]، ولم يقل (لغفور رحيم لهم) فلم يخصص المغفرة والرحمة بهم بل جملها عامة مطلقة، ولم يواجههم بغفران ذنوبهم، وإنما ذكر صفة المغفرة والرحمة فعسى أن تنالهم، ففي حذف الضمير فائدتان:
1 - اتساع صفة المغفرة والرحمة ولم يقيدها بهم بل هي عامة شاملة.
2 - لم يواجههم صراحة بالمغفرة، وإنما ذكر صفة المغفرة والرحمة فعسى أن تنالهم وذلك ليبقوا في حالة طاعة وخشية من معصية.