معاني النحو (صفحة 1317)

وتدخل (لا) على الفعل المضارع، فلا تقيده بزمن على الأرجح، وإن كان النحاة يرون أنها تخلصه للاستقبال.

قال سيبويه: " وإذا قال (هو يفعل) ولم يكن الفعل واقعًا فنفيه (لا يفعل) وإذا قال (ليفعلن) فنفيه (لا يفعل) كأنه قال: (والله ليفعلن) فقلت: (والله لا يفعل) (?).

والحق أنها قد تكون للحال كقوله تعالى: {ما لكم لا تنطقون} [الصافات: 92]، و {مالي لا أرى الهدهد} [النمل: 20].

وقد تكون للاستقبال، نحو قوله تعالى: {ولا يكلمهم الله يوم القيامة ولا يزكيهم} [البقرة: 174].

وقد تكون للاستمرار، وذلك نحو قوله تعالى: {لا تأخذه سنة ولا نوم} [البقرة: 255]، وقوله: {لا يحب الله الجهر بالسوء من القول إلا من ظلم} [النساء: 148].

وتقع جوابًا للقسم، كما ذكر سيبويه في النص الذي نقلناه عنه آنفا، قال تعالى: {فيقسمان بالله إن ارتبتم لا نشتري به ثمنا ولو كان ذا قربى} [المائدة: 106]، وقال: {فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم} [النساء: 65].

وتدخل على الفعل الماضي فيجب تكرارها نحو قوله تعالى: {فلا صدق ولا صلى} [القيامة: 31]، ونحو قولك: (لا جلب خيرا ولا دفع ضرا) إلا إذا كان دعاء، نحو: (لا فض الله فاك) أو الماضي الذي يراد به الاستقبال، كقولك: (والله لأفعلت ذاك أبدًا).

والخلاصة أنه يجب تكرار (لا) في المواضع الآتية:

1 - إذا تقدم الخبر على المبتدأ، نحو: {لا فيها غول ولا هم عنها ينزفون} [الصافات: 47].

طور بواسطة نورين ميديا © 2015