معاني النحو (صفحة 1182)

إذا

(إن كان فيها أخبرك) يتجاهل خوفا من السيد، أو لعدم جزم المخاطب، بوقوع الشرط فيجري الكلام على سنن اعتقاده، كقولك لمن يكذبك (إن صدقت فماذا تفعل؟ ) مع علمك بأنك صادق.

أو تنزيله، أي لتنزيل المخاطب العالم بوقوع الشرط منزلة الجاهل، لمخالفته مقتضي العلم، كقولك لمن يؤذي أباه: إن كان اباك فلا تؤذه.

أو التوبيخ .. أو تغليب غير المتصف به، أي بالشرط على المتصف به، كما إذا كان القيام قطعي الحصول لزيد، غير قطعي لعمرو، فتقول: إن قمتما كان كذا (?).

وجاء في (الإيضاح) للقزويني: " ومجيء قوله تعالى: {وإن كنتم في ريب مما نزلنا على عبدنا} [البقرة: 23]، بـ (إن) يحتمل أن يكون للتوبيخ على الريبة لاشتمال المقام على ما يقلعها عن أصلها، ويحتمل أن يكون لتغليب غير المرتابين منهم، فإن كان فيهم من يعرف الحق وإنما ينكر عنادًا (?).

إذا

الأصل في (إذا) أن تكون للمقطوع بحصوله، وللكثير الوقوع، فمن المقطوع بحصوله قوله تعالى: {كتب عليكم إذا حضر أحدكم الموت} [البقرة: 180]، فإن كل واحد منا سيحضره الموت، وقوله: {فكيف إذا جمعناهم ليوم لا ريب فيه} [آل عمران: 25]، وقوله: {حتى إذا بلغوا النكاح فإن آنستم منهم رشدا} [النساء: 6]، وقوله: {وإذاا حللتم فاصطادوا} [المائدة: 2]، فإن المحرم لا بد أن يتحلل، وقوله: {فإذا جاء أجلهم لا يستأخرون ساعة ولا يستقدمون} [الأعراف: 34]، وقوله: {فإذا انسلخ الأشهر الحرم فاقتلوا المشركين} [التوبة: 5]، فإنه لابد أن تنسلخ الأشهر الحرم، وقوله: {وقالوا أءذا كنا عظما

طور بواسطة نورين ميديا © 2015