قالوا معناه إذَا جَلَّى الظلمة، وإن لم يكن في الكلام ذكر الظلمة فالمعنى
يدل عليها كما تقول: أصبحت باردة، تريد أصبحت غُداتنا بَارِدة
وقيل: (وَالنَّهَارِ إِذَا جَلَّاهَا) إذا بين الشمس لأنها تبين إذا انبسط النهار.
* * *
وقوله: (وَالسَّمَاءِ وَمَا بَنَاهَا (5)
معناه والسماء وبنائها، وكذلك (وَالأرْضِ وَمَا طَحَاهَا) معناه والأرض
وطحوها.
وكذلك: (وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا (7)
وقيل معنى " ما " ههنا معنى (مَنْ)
المعنى والسماء والذي بناها.
ويحكى عن أهل الحجاز " سُبْحَانَ مَا سَبَّحْتُ لَهُ " أي سبحان الذي سبحت، وَمَنْ سَبَّحْتُ له.
فأقسم اللَّه - عزَّ وجلَّ - بهذه الأشياء العظام من خلقه لأنها تدل
على أَنه واحِدٌ والذي ليس كمثله شيء (?).
* * *
وقوله عزَّ وجلَّ: (فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا (8)
قيل علمها طريق الفجور وطَرِيقَ الهدى.
والكلام على أن أَلهَمَها التقوى، وفقَهَا للتقوى، وألْهَمَها فُجورَهَا خذلها، واللَّه أعلم.
* * *
وقوله: (قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا (9)
أي قد أفلحت نفسٌ زَكاهَا اللَّهُ.
* * *
(وَقَدْ خَابَ مَنْ دَسَّاهَا (10)
خابت نَفْسٌ دَسَّاهَا اللَّه.
ومعنى (دَسَّاهَا) جعلها قليلة خَسِيسَةً.
والأصل دَسَّسَهَا، ولكن الحروف إذا اجتمعت من لفظٍ واحِدٍ أُبدَل من أحدها ياء.
قال الشاعر:
تَقَضِّيَ البَازِي إِذا البَازِي كَسَرْ