(21)

(23)

(هذا) إشارة إلى القرآن، المعنى هذا القرآن بصائر للناس.

* * *

وقوله (أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ اجْتَرَحُوا السَّيِّئَاتِ أَنْ نَجْعَلَهُمْ كَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَوَاءً مَحْيَاهُمْ وَمَمَاتُهُمْ سَاءَ مَا يَحْكُمُونَ (21)

(سَوَاءٌ مَحْيَاهُمْ وَمَمَاتُهُمْ)

ويقرأ (سَوَاءً مَحْيَاهُمْ وَمَمَاتُهُمْ)، وقد قرئت سواءٌ مَحْياهم وَمَماتَهمْ

بنصب الممات.

وحكى بعض النحويين أن ذلك جائز في العربية.

ومعنى (اجْتَرَحُوا) اكتسبوا، ويقال: فلانٌ جَارِحةُ أهله أي كاسبهم، والاختيار عند سيبويه والخليل وجميع البصريين (سَوَاءٌ) برفع سواء.

وعليه - أكثر القراء، ويجيزون النصب، وتقول: ظننت زيداً - سواءٌ أبوه وأمُّه، وسواءً أبوه وأُمُّه.

والرفع أجود، لأن سواء في مذهب المصدر كما تقول: ظننت زيداً ذو استواء أبوه وأُمُّه.

ومن قرأ (سَوَاءً) بالنصب جعله في موضع مستوياً محياهم وَمَمَاتُهُمْ

ومن نصب محياهم ومماتهم، فهو عند قوم من النحويين (سَوَاءً) في محياهم وفي مماتهم، ويذهب به مذهب الأوقات، وهو يجوز على غير ذلك على أن يجعله بدلاً من الهاء والميم، ويكون المعنى أم حسب الذين اجترحوا السيئات أن نجعل محياهم ومماتهم سواءً كالذين آمنوا وعملوا الصالحات، أي كمحيا الذين آمنوا وعملوا الصالحات ومَمَاتهم (?).

* * *

وقوله: (أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ وَأَضَلَّهُ اللَّهُ عَلَى عِلْمٍ وَخَتَمَ عَلَى سَمْعِهِ وَقَلْبِهِ وَجَعَلَ عَلَى بَصَرِهِ غِشَاوَةً فَمَنْ يَهْدِيهِ مِنْ بَعْدِ اللَّهِ أَفَلَا تَذَكَّرُونَ

(23)

وقد رويت آلِهَةً هَوَاهُ، ولها وجه في التفسير وروي أن قريشاً كانت تعبد

العُزى وهي حجر أبيض فإذا رأت حجراً أشد بياضاً منه وأحسن اتخذت ذلك

الأحسن واطَّرَحت الأولَ، فهذا يدل على آلهته، وكذلك أيضاً إلهه.

وقوله (وَأَضَلَّهُ اللَّهُ عَلَى عِلْمٍ).

أي على ما سبق في علمه قبل أن يخلقه أنه ضال.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015