(52)

(53)

كبيرةً نحو بلاد الرُّوم وبلاد الشام وبلد خراسان.

ويجوز أن تصرف مصراً إذا جعلته اسماَ لبلد عند جميع النحويين من البصريين (?).

* * *

وقوله عزَّ وجلَّ: (أَفَلَا تُبْصِرُونَ (51) أَمْ أَنَا خَيْرٌ مِنْ هَذَا الَّذِي هُوَ مَهِينٌ وَلَا يَكَادُ يُبِينُ (52)

قال سيبويه والخليلْ عطف " أَنَا " بـ (أَمْ) على قوله (أَفَلَا تُبْصِرُونَ)

لأنَّ معنى (أَمْ أَنَا خَيْرٌ) معناه أمْ تُبْصِرُونَ، كأنَّه قال: " أَفَلَا تبصرون أمْ تُبصِرُونَ، قال لأنهم إذَا قالوا أنت خير منه فقد صاروا عنده بُصَرَاءَ، فكأنَّه قال أفلا تبْصِرُونَ أم أنتم بُصَرَاءُ (?).

وَمَعْنَى (مَهِين) قليل.

يقال شَيءٌ مَهِينٌ أَي قَليلٌ، وهو فعيل من المهانة.

وقوله (وَلَا يَكَادُ يُبِينُ).

قال ذلك لأنه كانت في لسان موسى عليه السلام لثغة، والأنبياء

- صلوات اللَّه عليهم - أجمعون مُبَيِّنونَ بُلَغَاءُ.

* * *

وقوله عزَّ وجلَّ: (فَلَوْلَا أُلْقِيَ عَلَيْهِ أَسْوِرَةٌ مِنْ ذَهَبٍ أَوْ جَاءَ مَعَهُ الْمَلَائِكَةُ مُقْتَرِنِينَ (53)

كانه لما وَصَفَ نفسه بالمُلْكِ والريَاسَةِ قال: هَلَّا جاء مُوسَى

بشيء يُلْقَى عليه فيكون ذلك أسْوِرَةً مِنْ ذَهَبٍ تدل على أنها

من عند إلهه الذي يدعوكم إلى توحيده، أو هلَّا جاء معه الملائكةُ

مقترنين أي يمشون معه فيَدُلُّونَ على صحة نُبوتهِ، وقد أتى موسى

عليه السلام من الآيات بما فيه دلالة على تثبيت النبُوة، وليس للذين يرسل

إليهم الأنْبِياءُ أَنْ يَقْتَرِحُوا من الآيات ما يريدون هم.

وتقرأ (أساوِرَةٌ مِنْ ذَهب)، ويصلح أن يكون جمعَ الجمعِ تقول أسْوِرَة

وَأَسَاوِرَة، كما تقول: أقوال وأقاويل ويجوز أن يكون جَمَعَ إسْوار وأساورة.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015