(17)

فيسقط في زبيلها ما تحتاج إليه من ثمار ذَلِكَ الشَجَرِ، فلم يَشْكُرُوا.

فبعث اللَّه عليهم جُرَذاً، وكان لهُم سِكْر فيه أبوابٌ، يفتحون ما

يحتاجون إليه من الماء، فثقب ذلك الجرذ حتى نقب عَلَيْهم فَغَرَّق

تينك الجنتين.

(وَبَدَّلْنَاهُمْ بِجَنَّتَيْهِمْ).

آيْ بِهَاتَيْنِ الجنتَينِ المَوْصُوفتين.

(جَنَّتَيْنِ ذَوَاتَيْ أُكُلٍ خَمْطٍ).

وأُكْل خَمْطٍ - الضَمُّ والإسكان في الكافِ جَائِزَانِ، ويقرأ ذَوَاتَيْ

أكُل خمطٍ وذواتي أُكْل خمْطٍ. ومعنى خمط: يقال الكل نبت قد أَخَذ

طَعْماً من مرارة حتى لا يمكن أكله خَمْط.

وفي كتاب الخليل الخمطُ شَجَرُ الأرَاكِ

وقد جاء في التفسير أَن الخَمْطَ الأراك وأكله ثمَرهُ.

قال الله عزَّ وجلَّ: (تُؤْتِي أُكُلَهَا كُلَّ حِينٍ) (?).

* * *

(ذَلِكَ جَزَيْنَاهُمْ بِمَا كَفَرُوا وَهَلْ نُجَازِي إِلَّا الْكَفُورَ (17)

" ذلك " في موضع نَصْبٍ، المعنى جزيناهم ذلك بكفرهم.

(وَهَلْ نُجَازِي إِلَّا الْكَفُورَ).

وتقرأ وهل يُجَازَى، ويجوز وهل وَهَلْ يُجَازِي إِلَّا الْكَفُورَ، وَهَذَا مِما

يُساَلُ عَنْهُ.

يقال: اللَّه - عَزً وَجَلً - يُجازي الكَفُورَ وغيرَ الكَفُورِ.

والمعنى في هذه الآية أن المؤمن تُكَفَرُ عنه السيئَات، والْكَافِرَ يحبطُ عمله فيجازى بكل سوء يعمله قال اللَّه عَزَ وَجَل: (الَّذِينَ كَفَرُوا وَصَدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ أَضَلَّ أَعْمَالَهُمْ)

طور بواسطة نورين ميديا © 2015