(50)

من قرأ بالتنوين فمعناه وَتْراً فاَبْدَل التاءَ من الواو كما قالوا تَوْلج وهو من

وَلجَ، وأصله وَوْلج، وكما قالَ الشًاعِرُ.

فإِن يكن أَمْسى البِلَى تَيْقورِي

أَي: وَقاري، وهو فيعول من الوقار. وكما قالوا: تُجَاه وإنما هو وُجَاه

من المُواجِهة، ومن قال تترى بغير تَنْوينِ فإنما جعلها على فَعْلَى بألف التأنيثِ

فلم ينَون، ومعنى تَتْرَى من المواتَرةِ، وقال الأصمعي معنى واتَرْتُ الخبرَ

اتبعت بعضَه بَعْضاً وبين الخبرين هُنيَّة.

وقال غيره: الموَاتَرَةُ المتابعة، وأصل

كل هذا من الوِتْر، وهو الفَرْدُ، وهو أَنْ جَعَلْتَ كل وَاحِدٍ بعد صاحبه فَرْداً فَرْداً (?).

* * *

وقوله: (وَجَعَلْنَا ابْنَ مَرْيَمَ وَأُمَّهُ آيَةً وَآوَيْنَاهُمَا إِلَى رَبْوَةٍ ذَاتِ قَرَارٍ وَمَعِينٍ (50)

ولم يقل آيتين، لأن المعنى فيهما آيَة واحدة، ولو قيل آيَتَيْن لجاز

لأنهما قد كان في كل واحد منهما ما لم يكن في ذَكَرٍ وَلَا أَنثى، مِنْ أَن مَرْيَمَ

وَلَدَتْ من غير فَحْل، ولأن عيسى روح من اللَّه ألقاه إلى مَرْيَمَ ولم يكن هذا

في ولدٍ قط.

وقوله: (وَآوَيْنَاهُمَا إِلَى رَبْوَةٍ).

في ربوة ثلاث لغات رَبْوَة، ورِبْوَة، ورُبوة، وفيها وجهان آخران، رَبَاوَة.

وَرِباوة. وهو عند أهل اللغة المكانُ المرتَفِع وجاء في التفسير أنه يعني بربوة

هَنَا بيتُ المَقْدِس، وأَنه كَبِدُ الأرْضِ وأنه أقرب الأرض إلى السماء.

وقيل يعني به دِمَشْق، وقيل فلسطينُ والرحْلَةُ.

وكل ذلك قد جاء في التفسير.

* * *

وقوله عزَّ وجلَّ: (ذَاتِ قَرَارٍ وَمَعِينٍ).

طور بواسطة نورين ميديا © 2015