وتفسير قوله: (سَوَاءً الْعَاكِفُ فِيهِ وَالْبَادِ) أنه يستوي في سُكنى مكةَ المقيم بها

والنارح إليها من أيْ بَلَدٍ كانَ، وقيل سواء في تفضيله وإقامة المَنَاسِكِ

العاكف. المقيم بالحرم والنارحُ إلَيْهِ.

وقوله: (وَمَنْ يُرِدْ فِيهِ بِإلْحَادٍ بظُلْمٍ).

قيل الإِلحاد فيه الشرك باللَّهِ، وقيل كُل ظَالِمٍ فيه مُلْحِدٌ.

وجاء عن عُمَر أن احتكار الطعام بمكة إلحادٌ.

وقال أهل اللغة إن معنى الباء الطرح.

المعنى ومن يرد فيه إلحاداً بظلم.

وأنشدوا قول الشاعر:

هُنَّ الحَرائِرُ لا ربَّاتُ أَحْمِرةٍ. . . سُودُ المَحاجِرِ لا يَقْرَأْنَ بالسُّوَرِ

المعنى عِنْدهم لا يقرأن السُّور، وأنشدوا:

بوادٍ يمانٍ يُنْبِتُ الشَّثَّ فَرْعُه. . . وأَسْفَلُه بالمَرْخِ والشَّبَهانِ

أي وينبت أسفلُه المرخَ والشبهان.

والذي يذهب إليه أصحابنا أن الباءَ ليست بملغاةٍ، المعنى عندهم ومن إرادته فيه بأن يلحد بظلم وهو مثل قوله:

أُريدُ لأَنسى ذِكرَها فكأَنما. . . تَمثَّلُ لي لَيْلى بكلِّ سبيلِ

المعنى أريد، وإرادتي لهذا.

ومعنى الإلحاد في اللغة العدول عن القَصْد (?).

طور بواسطة نورين ميديا © 2015