حال دُعَائِه إيَّاهُ، ويكون (لَمَنْ ضَرُّهُ أَقْرَبُ مِنْ نَفْعِهِ) مستأنفاً مرفوعاً بالابتداء

وخبره (لَبِئْسَ الْمَوْلَى وَلَبِئْسَ الْعَشِيرُ).

وفيه وجه آخَرُ ثَالث، يكون يدعو في معنى يقول، يكون من في

موضع رفع وخَبرُه محذوف، ويكون المعنى: يقول لمن ضره أقرب من نفعه

هو مولاي، ومثله يدعو في معنى يقول في قول عنترة.

يدعون عنتر والرماح كأنَّها. . . أشطان بئر في لبان الأدهم

ويجوز أن يكون " يَدْعو " في معنى " يُسَمِّي "

كما قال ابن أحْمَر:

أَهْوَى لها مِشْقَصاً جَشْراً فشَبْرَقَها. . . وكنتُ أَدْعُو قَذَاها الإثْمِدَ القَرِدا

ووجه هذا القول الذي قبله.

وفيها وجه رابع وهو الذي أغفله الناس، أن " ذلك " في موضع نصب

بوقوع يدعو عليه، ويكون " ذلك " في تأويل الذي، ويكون المعنى الذي هو

الضلال البعيد يدعو، ويكون (لَمَنْ ضَرُّهُ أَقْرَبُ مِنْ نَفْعِهِ) مستأنفاً (?)، وهذا مثل قوله: (وَمَا تِلْكَ بِيَمينِك) على معنى وما التِي بيَمِينِك يَا مُوسَى.

ومثله قول الشاعر:

طور بواسطة نورين ميديا © 2015