(24)

وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا (23)

(وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا).

أي أمر أن يحسنوا بالوالدين

(إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا).

ترفع (أحدهما) بِـ (يَبْلُغَنَّ)، و (كلاهما) عطف عليه.

ويقرأ: (يَبْلُغَانِّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ)، ويكون أحَدَهُمَا أو كلاهما بَدَل من الألف.

وقوله: (فَلَا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ).

في قوله (أُفٍّ) سبع لغات: الكسر بغير تنوين، والكسر بتنوين، والضم

بغير تنوين، وبتنوين، وكذلك الفتح بتنوين، وبغير تنوين، وفيها لغة أخرى

سابعة لا يجوز أن يقرأ بها، وهي " أُفِيّ " بالياء، فأمَّا الكسر فلالتقاء السَّاكنين، وأف غير متمكن بمنزلة الأصوات، فإذا لم تُنَوَّن فَهي مَعْرِفة، وإذا نُونَ فهو نكرة بمنزلة غاقٍ وغاقِ في الأصوات، والفتح لالتقاء السَّاكنين أيضاً، والفتح مع التضعيف حسن لخفة الفتحة وثقل التضعيفِ والضم، لأن قبله مضمُوماً - حسن أيضاً، والتنوين فيه كله على جهة النكرة.

والمعنى: لا تقل لهما كلاماً تتبرم فيه بهما، ومعنى أفِّ النتن، وقيل إن

أفَ وسخ الأظْفَارِ، والتُّف الشيء الحقير نحو وسخ الأذان أو الشظية تؤخذ

من الأرض.

ومعنى الآية: لا تقل لهما ما فيه أذىً بتبرم، أي إذا كبِرَا، أو أسَنَّا

فينبغي أن تَتَولى من خِدمتهما مثل الذي توليا من القيام بشأنك وبخدْمَتِكَ، ولا تنهرهما بمعنى: لا تنتهرهما، أي لا تكلمهما ضجراً صائحاً في أوجُهِهِما.

يقال نهرته أنهره نهراً، وانتهرته أنتهره انتهاراً، بمعنى واحِدٍ (?).

وقوله: (وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُلْ رَبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا (24)

طور بواسطة نورين ميديا © 2015