(116)

(117)

(120)

وقوله: (وَلَا تَقُولُوا لِمَا تَصِفُ أَلْسِنَتُكُمُ الْكَذِبَ هَذَا حَلَالٌ وَهَذَا حَرَامٌ لِتَفْتَرُوا عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ إِنَّ الَّذِينَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ لَا يُفْلِحُونَ (116)

في الكذب ثلاثة أوجه (?)، قُرئت الكَذِبَ، وقرئت الكُذُبُ، وقرِئَتِ

الكذبِ، فمن قرأ - وهُوَ أكثرُ القِرَاءَةِ - الكذِبَ فالمعنى: ولا تقولوا لوصفَ ألسنتكم الكذِبَ: (هَذَا حَلَالٌ وَهَذَا حَرَامٌ).

ومن قرأ الكذبِ كان رَدًّا على مَا المعنى: ولا تقولوا لِوصْفِ ألسنَتِكُمُ الكذب. ومن قرأ الكُذُبُ فهو نعتُ للألسنة، يقال لِسَان كذُوبٌ وألْسِنَة كُذُوبٌ.

وهذا إنما قيل لهم لِمَا كانوا حَرمُوه وأحَلوه، فقالوا: (مَا فِي بُطُونِ هَذِهِ الْأَنْعَامِ خَالِصَةٌ لِذُكُورِنَا وَمُحَرَّمٌ عَلَى أَزْوَاجِنَا).

وقد شرحنا ذلك في موضعه.

* * *

وقوله: (مَتَاعٌ قَلِيلٌ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ (117)

المعنى مَتاعهم هذا الذي فعلوه متاعِ قليل.

ولو كان في غير القرآن لجاز فيه النَّصْبُ: متاعاً قليلاً، على أن المعنى يَتمتعُونَ كذلك مَتَاعاً قليلاً.

* * *

وقوله: (إِنَّ إِبْرَاهِيمَ كَانَ أُمَّةً قَانِتًا لِلَّهِ حَنِيفًا وَلَمْ يَكُ مِنَ الْمُشْرِكِينَ

(120)

جاء في التفسير أنه كان آمَنَ وَحْدَهُ، وفي أكثر التفسير أنه كان مُعلِّماً

للخير وإمَاماً حَنِيفاً قيل أخِذَ بالخِتَانَةِ.

وحقيقته في اللغة أن الحنيف المائل إلى الشيء لا يزول عنه أبداً، فكان عليه السلام مائلاً إلى الِإسلام غير زائل عنه.

وقالوا في القانِتِ هو المطيع، والقانِتُ القائم بجميع أمر الله - جلَّ وعزَّ -.

وقوله: (وَلَمْ يَكُ مِنَ المُشْرِكِينَ).

(لَمْ يَكُ) أصلها لم يكن، وإنما حُذفَتِ النونُ عند سيبويه لكثرة استعمال

هذا الحرف، وذكر الجلة من البصريين أنه اجتمع فيها كثرة الاستعمال، وأنها عبارة عن كل ما يَمْضي من الأفعال وما يُستَانَفُ، وأنها مع ذلك قد أشبهت

طور بواسطة نورين ميديا © 2015