وما يقوله في القيامة تحذيراً من إضلاله وإغوائه.

(مَا أَنَا بِمُصْرِخِكُمْ وَمَا أَنْتُمْ بِمُصْرِخِيَّ).

أي ما أنا بمُغيثكم، ولا أنتم بمُغِيثي، قُرِئَتْ بِمُصْرخِيَّ - بفتح الياء.

كذا قرأه الناس، وقرأ حمزة والأعشى بمُصْرِخِىِّ بكسر الياء، وهذه القراءة عند جميع النحويين رديئة مرذولة ولا وجه لها إلا وجه ضعيف ذكره بعض

النحويين (?)، وذلك أن ياء الِإضافة إذَا لم يكن قبلها ساكن حُرِّكَتْ إلى الفتح:

تقول: هذا غلامِيَ قد جاءَ، وذلك أن الاسم المضمَرَ لمَّا كان على حرف

واحدٍ وقد منع الإعراب حرك بأخف الحركات، كما تقول: هو قائم فتفتح

الواو، وتقول: أنا قمْتُ فتفتح النون، ويجوز إسكانُ الياء لِثِقَلِ الياء التي

قبلها كسرة، فإذا كان قبل الياء سَاكِن خرِّكَتْ إلى الفتح لا غير، لأن أصلها أن تحرك ولا ساكن قبلها، وإذا كان قبلها ساكن صارت حركتها لازمَةً لالتقاء السَّاكنين،.

ومن أجاز بمصْرخيِّ بالكسر لَزِمَهُ أن يقول: هذه عَصَاي أتوكأ

عليها، وأجاز الفراء على وجه ضعيف الكسر لأن أصل التقاء السَّاكنين

الكسرُ، وأنشد:

قال لها هل لك يا ثافيِّ. . . قالت له مَا أنتَ بالمَرْضِيِّ

طور بواسطة نورين ميديا © 2015