(35)

وقوله - عزَّ وجلَّ: (أَفَلَمْ يَيْأَسِ الَّذِينَ آمَنُوا أَنْ لَوْ يَشَاءُ اللَّهُ لَهَدَى النَّاسَ جَمِيعًا) (?).

قيل إنها لغة للنخع، يَيْأَس في معنى يَعْلَمُ.

وأنْشدوا

أَقُولُ لَهُمْ بالشِّعْبِ إِذ يَيْسِرُونَني. . . أَلم تَيْأَسُوا أَني ابْنُ فارِسِ زَهْدَم

وقرئت: أفلم يتبين الذين آمنوا.

وقال بعض أهل اللغة: أفلم يعلم الذين آمنوا علماً ييأسوا معه من أن يكون غير ما علموه.

والقول عندي واللَّه أعلم أن معناه: أَفَلَمْ يَيْأَسِ الَّذِينَ آمَنُوا من إيمان

هؤلاء الذين وصفهم اللَّه بأنهم لا يؤمنون لأنه قال:

(لَوْ يَشَاءُ اللَّهُ لَهَدَى النَّاسَ جَمِيعًا).

(جَمِيعًا) منصوبٌ على الحَالِ.

(وَلَا يَزَالُ الَّذِينَ كَفرُوا تصِيبُهُم بمَا صَنَعُوا قَارِعَةٌ).

قيل سَرِيَّة، ومعنى قارعة في اللغة نازلة شديدة تزل بأمر عظيم.

* * *

وقوله عزَّ وجلَّ: (مَثَلُ الْجَنَّةِ الَّتِي وُعِدَ الْمُتَّقُونَ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ أُكُلُهَا دَائِمٌ وَظِلُّهَا تِلْكَ عُقْبَى الَّذِينَ اتَّقَوْا وَعُقْبَى الْكَافِرِينَ النَّارُ (35)

قال سيبويه: المعنى فيما يقص عليكم مَثَلُ الْجَنَّةِ، أو مَثَلُ الْجَنَّةِ فيما

يُقصُّ عليكم، فرفعه عنده على الابتداء.

وقال غيره: (مَثَلُ الْجَنَّةِ الَّتِي وُعِدَ الْمُتَّقُونَ) مرفوع على الابتداء.

وخبره (تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأنْهَارُ)

كما تقول:

طور بواسطة نورين ميديا © 2015