وقوله - عزَّ وجلَّ: (أَفَلَمْ يَيْأَسِ الَّذِينَ آمَنُوا أَنْ لَوْ يَشَاءُ اللَّهُ لَهَدَى النَّاسَ جَمِيعًا) (?).
قيل إنها لغة للنخع، يَيْأَس في معنى يَعْلَمُ.
وأنْشدوا
أَقُولُ لَهُمْ بالشِّعْبِ إِذ يَيْسِرُونَني. . . أَلم تَيْأَسُوا أَني ابْنُ فارِسِ زَهْدَم
وقرئت: أفلم يتبين الذين آمنوا.
وقال بعض أهل اللغة: أفلم يعلم الذين آمنوا علماً ييأسوا معه من أن يكون غير ما علموه.
والقول عندي واللَّه أعلم أن معناه: أَفَلَمْ يَيْأَسِ الَّذِينَ آمَنُوا من إيمان
هؤلاء الذين وصفهم اللَّه بأنهم لا يؤمنون لأنه قال:
(لَوْ يَشَاءُ اللَّهُ لَهَدَى النَّاسَ جَمِيعًا).
(جَمِيعًا) منصوبٌ على الحَالِ.
(وَلَا يَزَالُ الَّذِينَ كَفرُوا تصِيبُهُم بمَا صَنَعُوا قَارِعَةٌ).
قيل سَرِيَّة، ومعنى قارعة في اللغة نازلة شديدة تزل بأمر عظيم.
* * *
وقوله عزَّ وجلَّ: (مَثَلُ الْجَنَّةِ الَّتِي وُعِدَ الْمُتَّقُونَ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ أُكُلُهَا دَائِمٌ وَظِلُّهَا تِلْكَ عُقْبَى الَّذِينَ اتَّقَوْا وَعُقْبَى الْكَافِرِينَ النَّارُ (35)
قال سيبويه: المعنى فيما يقص عليكم مَثَلُ الْجَنَّةِ، أو مَثَلُ الْجَنَّةِ فيما
يُقصُّ عليكم، فرفعه عنده على الابتداء.
وقال غيره: (مَثَلُ الْجَنَّةِ الَّتِي وُعِدَ الْمُتَّقُونَ) مرفوع على الابتداء.
وخبره (تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأنْهَارُ)
كما تقول: