[سورة الزخرف (43) : آية 13]

[سورة الزخرف (43) : الآيات 17 إلى 19]

وَأنشدوني:

أتجزع أن بان الخليط المودّع ... وحبل الصَّفَا من عزة المتقطع؟ «1»

وفي كل واحد من البيتين ما فِي صاحبه من الكسر والفتح، وَالعرب تَقُولُ: قَدْ أضربت عنك، وَضربت عنك إِذا أردت بِهِ: تركتك، وَأعرضت عنك.

وقوله: لِتَسْتَوُوا عَلى ظُهُورِهِ (13) .

يَقُولُ القائل: كيف قَالَ: «عَلَى ظهوره» ، فأضاف الظهور إلى واحد؟

يُقال لَهُ: إن ذَلِكَ الواحد فِي معنى جمع بمنزلة الجند والجيش والجميع، فإن قَالَ:

فهلا قلت: لتستووا عَلَى ظهره «2» ، فجعلت الظهر واحدًا إِذَا أضفته إلى واحد؟

قلت: إن الواحد فِيهِ معنى الجمع، فرددت الظهور «3» إلى المعنى ولم تقل: ظهره، فيكون كالواحد الَّذِي معناه ولفظه واحد، فكذلك تقول: قد كثرت نساء الجند، وقلت: ورفع الجند أعينه ولا تقل «4» عينه. وكذلك كل ما أضفت إِلَيْه من الأسماء الموضوعة، فأَخْرِجها عَلَى الجمع، فإذا أضفت إِلَيْه اسما فِي معنى فعل جاز جمعه وتوحيده مثل قولك: رفع الجند صوته وأصواته أجود، وجاز هَذَا لأن الفعل لا صورة لَهُ فِي الاثنين إلا كصورته فِي الواحد.

وقوله: وَما كُنَّا لَهُ مُقْرِنِينَ (13) .

مطيقين، تَقُولُ «5» للرجل: قَدْ أقرنتَ لهذا أي أطقتَه، وصرتَ لَهُ قرِنا.

وقوله: ظَلَّ وَجْهُهُ مُسْوَدًّا (17) .

الفعل للوجه، فلذلك نصبت الفعل، ولو جعلت «ظلّ» للرجل رفعت الوجه والمسود، فقلت:

ظل وجهه مسودّ وهو كظيم.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015