[سورة إبراهيم (14) : آية 22]

يَحْيَى بن وثّاب أَنَّهُ قرأ (إِنَّ (?) اللَّهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ) فخفض المتين وبه أَخَذَ الأعمش.

والوجه أن يرفع (المتين) أنشدني أَبُو الْجَرّاح الْعُقَيْلي:

يا صاحِ بَلِّغ ذَوِي الزوجَاتِ كُلِّهم ... أن لَيْسَ وصلٌ إذا انحلّت عُرا الذَّنْب (?)

فأتبع (كل) خفض (الزوجات) وهو منصوب لأنه نعت لذوي.

وقوله: مَا أَنَا بِمُصْرِخِكُمْ وَما أَنْتُمْ بِمُصْرِخِيَّ [22] أي الياء منصوبة لأن الياء من المتكلم تسكن إذا تَحرك ما قبلها وتُنصب إرادة الْهَاء (?) كما قرئ (لَكُمْ (?) دِينُكُمْ وَلِيَ دِينِ) (ولي دين) فنصبت وجُزِمت. فإذا سَكن ما قبلها رُدّت إلى الفتح الَّذِي كَانَ لَهَا. والياء من (مُصْرِخِيّ) ساكنة والياء بعدها من المتكلم سَاكنة فحرِّكت إلى حَركة قد كانت لَهَا. فهذا مُطَّرِد فِي الكلام.

ومثله (يَا بَنِيَّ (?) إِنَّ اللَّهَ) ومثله (فَمَنْ تَبِعَ (?) هُدايَ) ومثله (مَحْيايَ (?) وَمَماتِي) .

وقد خفض الياء من قوله (بِمُصْرِخِيّ) الأعمش (?) ويحيى بن وثَّاب جَميعًا. حَدَّثَنِي القاسم بن مَعْن عَن الْأَعْمَش عَن يَحْيَى أَنَّهُ خفض الياء. قَالَ الفراء: ولعلها من وَهْم القراء طبقة يَحْيَى فإنه قل من سلم منهم من الوهم. ولعله ظَنَّ أن الباء فِي (بِمصرخي) خافضة للحرف كله، والياء من المتكلم خارجة من ذَلِكَ. ومِمّا نرى أنَّهم أوهموا فِيهِ قوله (نُوَلِّهِ (?) مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ) ظنّوا- والله

طور بواسطة نورين ميديا © 2015