وقوله (فِي عِيشَةٍ (?) راضِيَةٍ) معناها مرضيَّة، وقال الشاعر (?) :
دعِ المكارمَ لا ترحل لِبُغْيتها ... واقعد فإنّك أنت الطاعم الكاسي
معناهُ المكسوّ. تستدلّ على ذَلِكَ أنك تَقُولُ: رضيتُ هذه المعيشة ولا تقول: رَضِيَتْ ودُفِق الماء ولا تَقُولُ: دَفَق، وتقول كُسِيَ العريان ولا تَقُولُ: كسا. ويقرأ (إِلَّا مَنْ رُحِم) أيضًا (?) .
ولو قيلَ لا عَاصِم اليوم من أمر الله إِلَّا من رُحِمَ كأنَّك (?) قلت: لا يعصم (?) اللهُ اليوم إِلَّا من رُحِمَ ولم نسمع (?) أحدًا قرأ بِهِ.
وقوله: (وَاسْتَوَتْ عَلَى الْجُودِيِّ) [44] وهو جبل بحضَنَين (?) من أرض الموْصِل ياؤه مشدّدة وقد حدِّثتُ أن بعض (?) القراء قرأ (عَلَى الْجُودِي) بإرسال الياء. فإن تكن صحيحة فهي مما كَثُر بِهِ الكلام عند أهله فخُفِّف، أو يكون قد سمي بفعل أنثى مثل حُطيِّ وأصِرّي وصَرِّي، ثُمَّ أُدخلت عَلَيْهِ الألف واللام. أنشدني بعضهم- وهو المفضّل-:
وكفرتَ قومًا هُمْ هَدَوْكَ لأقدِمي ... إذ كَانَ زَجْرَ أبيك سأسأ واربق (?)