[سورة التوبة (9) : آية 120]

[سورة التوبة (9) : الآيات 122 إلى 124]

وقوله: مِنْ بَعْدِ ما كادَ يَزِيغُ (117) وكاد تزيغ «1» . [من] «2» قال: كادَ يَزِيغُ جعل فى (كاد يزيغ) اسمًا «3» مثل الَّذِي فِي قوله: عَسى أَنْ يَكُونُوا خَيْراً مِنْهُمْ «4» وجعل (يزبغ) بِهِ ارتفعت القلوب مذكرًا كما قَالَ الله تبارك وتعالى: لَنْ يَنالَ اللَّهَ لُحُومُها «5» ولا يَحِلُّ لَكَ النِّساءُ مِنْ بَعْدُ «6» ومن قال (تزيغ) جعل فعل القلوب مؤنثًا كما قَالَ: نُرِيدُ أَنْ نَأْكُلَ مِنْها وَتَطْمَئِنَّ قُلُوبُنا «7» وهو وجه الكلام، ولم يقل (يطمئن) وكل فعل كَانَ لِجماع مذكر أو مؤنث فإن شئت أنثت فعله إِذَا قدمته، وإن شئت ذكّرته.

وقوله: وَلا يَطَؤُنَ مَوْطِئاً (120) يريد بالموطئ الأرض وَلا يَقْطَعُونَ وادِياً فِي ذهابِهم ومجيئهم إلا كتب لَهُم.

وقوله: وَما كانَ الْمُؤْمِنُونَ لِيَنْفِرُوا كَافَّةً (122) لِمَا عُيِّر المسلمون بتخلفهم عن غزوة تبوك جعل النَّبِيّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يبعث السرية فينفرونَ جَميعًا، فيبقى النَّبِيّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وحده، فأنزل الله تبارك وتعالى: وَما كانَ الْمُؤْمِنُونَ لِيَنْفِرُوا كَافَّةً يعني «8» : جميعًا ويتركوك وحدك.

ثُمَّ قَالَ: فَلَوْلا نَفَرَ معناهُ: فهلا نفر مِنْ كُلِّ فِرْقَةٍ مِنْهُمْ طائِفَةٌ ليتفقّه الباقون الذين تخلفوا ويحفظوا عَلَى قومهم ما نزل عَلَى النَّبِيّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من القرآن.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015