[سورة التوبة (9) : آية 92]

المعتذرون. وأمّا المعذِّر عَلَى جهة المْفَعِّل فهو الَّذِي يعتذر بغير عذر حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ قَالَ حَدَّثَنَا الْفَرَّاءُ قَالَ: وَحَدَّثَنِي أَبُو بَكْرِ بْنُ عَيَّاشٍ عَنِ الْكَلْبِيِّ عَنْ أَبِي صَالِحٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، وَأَبُو حَفْصٍ الْخَرَّازُ عَنْ جُوَيْبِرٍ عَنِ الضَّحَّاكِ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّهُ قَرَأَ «1» :

(الْمُعْذِرُونَ) ، وَقَالَ: لَعَنَ اللَّهُ الْمُعَذِّرِينَ ذَهَبَ إِلَى مَنْ يَعْتَذِرُ بِغَيْرِ عُذْرٍ، وَالْمُعْذِرُ:

الَّذِي قَدْ بَلَغَ أَقْصَى الْعُذْرِ. وَالْمُعْتَذِرُ قَدْ يَكُونُ فِي مَعْنَى الْمُعْذِرِ، وَقَدْ يَكُونُ لا عُذْرَ لَهُ.

قَالَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى فِي الَّذِي لا عُذْرَ لَهُ:

يَعْتَذِرُونَ إِلَيْكُمْ إِذا رَجَعْتُمْ إِلَيْهِمْ (94) ثم قال: (لا تعتذروا) لا عُذْرَ لَكُمْ. وقال لَبِيد فِي معنى الاعتذار بالإعذار إِذَا جعلهما واحدًا:

وقوما فقولا بالذي قد علمتما ... ولا تخمشا وجهًا ولا تحلقا الشعر

إلى الحول ثُمَّ اسمُ السَّلام عليكما ... ومَنْ يبكِ حولا كاملا فقد اعتذر

يريد: فقد أعذر.

وقوله: حَزَناً أَلَّا يَجِدُوا (92) (يَجِدُوا) فِي موضع نصب بأن، ولو كانت رفعا على أن يجعل (لا) فِي مذهب (لَيْسَ) كأنك قلت: حزنًا أن لَيْسَ يَجدونَ ما يُنفقونَ، ومثله. قوله: أَفَلا يَرَوْنَ أَلَّا يَرْجِعُ إِلَيْهِمْ قَوْلًا «2» . وقوله: وَحَسِبُوا أَلَّا تَكُونَ فِتْنَةٌ «3» .

وكل موضع صلحت (لَيْسَ) فِيهِ فِي موضع (لا) فلك أن ترفع الفعل الَّذِي بعد (لا) وتنصبه.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015