دون من الرجال رفعوه فِي موضع الرفع. وكذلك تَقُولُ: بين الرجلين بين بعيد، وبون بعيد إِذَا أفردته أجريته «1» فِي العربية وأعطيته الإعراب.
وقوله: فالِقُ الْإِصْباحِ ... (96)
والإصباح مصدر أصبحنا إصباحًا، والإصباح «2» صُبْح كل يوم بِمجموع.
وقوله: وَجَعَلَ اللَّيْلَ سَكَناً وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ حُسْباناً الليل فِي موضع نصب فِي المعنى. فردّ الشمس والقمر عَلَى معناهُ لِمَا فرق بينهما بقوله: سَكَناً فإذا لَمْ تفرق بينهما بشيء آثروا الخفض. وقد يَجوز أن ينصب وإن لَمْ يحل بينهما بشيء أنشد بعضهم:
وبينا نحنُ ننظره أتانا ... معلِّقَ شَكْوةٍ وزِنَادَ راع «3»
وتقول: أنت آخذٌ حقَّك وَحَقِّ غيرك فتضيف فِي الثاني وقد نوَّنت فِي الأول لأن المعنى فِي قولك: أنت ضارب زيدًا وضاربُ زيدٍ سواء. وأحسن ذلك أن تحول بينهما بشيء كما قَالَ امرؤ القيس:
فظلّ طُهَاةُ اللحم من بين مُنْضِج ... صفيفَ شِوَاءٍ أو قَدِيرٍ معجَّلِ «4»
فنصب الصفيف وخفض القدير على ما قلت لك.