[سورة الأنعام (6) : آية 46]

وَأَكُنْ مِنَ الصَّالِحِينَ] وكقوله: فَلَوْلا «1» إِنْ كُنْتُمْ غَيْرَ مَدِينِينَ [تَرْجِعُونَها إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ] وكذلك (لوما) فيها ما فِي لولا: الاستفهام والخبر.

وقوله: فَتَحْنا عَلَيْهِمْ أَبْوابَ كُلِّ شَيْءٍ (44) يعني أبواب الرزق والمطر وهو «2» الخير فِي الدُّنْيَا لنفتنهم فِيهِ. وهو مثل قوله:

حَتَّى «3» إِذا أَخَذَتِ الْأَرْضُ زُخْرُفَها وَازَّيَّنَتْ وَظَنَّ أَهْلُها أَنَّهُمْ قادِرُونَ عَلَيْها أَتاها أَمْرُنا لَيْلًا أَوْ نَهاراً ومثله وَأَنْ «4» لَوِ اسْتَقامُوا عَلَى الطَّرِيقَةِ لَأَسْقَيْناهُمْ مَاءً غَدَقاً لِنَفْتِنَهُمْ فِيهِ والطريقة طريقة «5» الشِرك أي لو استمروا عليها فعلنا ذَلِكَ بِهم.

وقوله: فَإِذا هُمْ مُبْلِسُونَ المبلس: اليائس المنقطع رجاؤه. ولذلك قيل للذي يسكت عند انقطاع حجته ولا يكون عنده جواب: قد أبلس وقد قَالَ الراجز «6» :

يا صاحِ هَلْ تعرف رَسْمًا مُكْرَسَا ... قَالَ نعم أعرفه، وأبلسا

أي لَمْ يُحِرْ إليّ جوابًا.

وقوله: يَأْتِيكُمْ بِهِ (46) كناية عَن ذهاب «7» السمع والبصر والختم عَلَى الأفئدة. وإذا كنيت عَن الأفاعيل وإن كثرت وحَّدْت الكناية كقولك للرجل: إقبالك وإدبارك يؤذيني. وقد يُقال: إنَّ الْهَاء التي فِي «8» بِهِ كناية عن الهدى، وهو كالوجه الأوّل.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015