فأوقعته على أي قلت اضرب أيهم يقوم قال بعض العرب (?) : فأيُّهم ما أخذها ركب عَلَى أيِّهم يريدُ. ومنه قول الشاعر (?) :

فإني لاتيكم تشكر ما مضى ... من الأمر واستيجاب ما كان فِي غد

لأنه لا يجوز لو لم يكن جزاء أن تقول: كان فِي غد لأن (كان) إنما خلقت للماضي إلا فِي الجزاء فإنها تصلح للمستقبل. كأنه قال: استيجاب أي شيء كان فِي غد.

ومثل (?) إن فِي الجزاء فِي انصرافها عن الكسر إلى الفتح إذا أصابها رافع قول العرب: (قلت إنك قائم) فإنّ مكسورة بعد القول فِي كل تصرفه. فإذا وضعت مكان القول شيئا فِي معناه مما قد يحدث خفضا أو رفعا أو نصبا فتحت أن، فقلت:

ناديت أنك قائم، ودعوت، وصحت وهتفت. وذلك أنك تقول: ناديت زيدا، ودعوت زيدا، وناديت (?) بزيد، (وهتفت بزيد) (?) فتجد هذه الحروف تنفرد (?) بزيد وحده والقول لا يصلح فِيهِ أن تقول: قلت زيدا، ولا قلت بزيد. فنفذت الحكاية فِي القول ولم تنفذ فِي النداء لاكتفائه بالاسماء. إلا أن يضطر شاعر إلى كسر إن فِي النداء وأشباهه، فيجوز له كقوله: (?)

إني سأبدي لك فيما أبدى ... لي شجنان شجن بنجد

وشجن لي ببلاد الهند

طور بواسطة نورين ميديا © 2015