يجعل ما الأولى جحدا والثانية فِي مذهب الَّذِي. [وكذلك لو قال: من من عندك؟
جاز لأنه جعل من الأول استفهاما، والثاني على مذهب الَّذِي] (?) . فإذا اختلف معنى الحرفين جاز الجمع بينهما.
وأما قول الشاعر:
كم نعمةٍ كانت لها كم كم وكم
إنما هذا تكرير حرف، لو وقعت (?) على الأول أجزأك من الثاني. وهو كقولك للرجل:
نعم نعم، تكررها، أو قولك: اعجل اعجل، تشديدا للمعنى. وليس هذا من البابين الأولين فِي شيء. وقال الشاعر: (?)
هلا سألت جموع كن ... دة يوم ولوا أَيْنَ أينا
وأما قوله: (لم أره منذ يوم يوم) فإنه ينوى بالثاني غير اليوم الأول، إنما هُوَ فِي المعنى: لم أره (?) منذ يوم تعلم. وأما قوله:
نحمى حقيقتنا وبع ... ض القوم يسقط بين بينا (?)
فإنه أراد: يسقط هُوَ لا بين هؤلاء ولا بين هؤلاء. فكان اجتماعهما فِي هذا الموضع بمنزلة قولهم: هُوَ جاري بيت بيت، ولقيته كفة كفة (?) لأن الكفتين واحدة منك وواحدة منه. وكذلك هُوَ جاري بيت بيت معناه: بيتي وبيته لصيقان.