وأما الذين رفعوا اللام فإنهم أرادوا المثال الأكثر من أسماء العرب الذي يجتمع فيه الضمتان مثلُ: الحُلُم والعُقُب (?) .

ولا تُنْكرن أن يجعل الكلمتان كالواحدة إذا كثر بهما الكلام. ومن ذلك قول العرب: «بأَبَا» إنما هو «بِأَبِي» الْيَاءُ من المتكلم ليست من الأب فلما كثر بهما الكلام توهموا أنهما حرف واحد فصيروها ألفا ليكون على مثال:

حُبْلَى وسَكْرى وما أشبهه من كلام العرب. أنشدني أبو ثَرْوان:

قال الجواري ما ذَهَبْتَ مَذْهَبَا ... وعِبْننِي ولم أكنُ مُعَيَّبَا

هل أنت إلا ذاهب لتلعبا ... أريت إن أعطيت نَهْدًا كَعْثَبَا (?)

أذاك أم نُعطيكَ هَيْدًا هَيْدَبَا (?) ... أَبْرَدَ في الظَّلماء من مَسِّ الصّبا

فقلت: لا، بل ذاكما يا بِيبا (?) ... أجدرُ (?) ألا تَفْضَحَا وتَحْرَبَا

«هل أنت إلا ذاهب لتلعبا» (?) ذهب ب «هل» إلى معنى «ما» .

طور بواسطة نورين ميديا © 2015