لأن الشمس اسم مؤنث ليس فيها هاء تدل على التأنيث، والعرب ربما ذكرت فعل المؤنث إذا سقطت منه علامات التأنيث. قال الفراء: أنشدني بعضهم:
فهي أحوى من الربعي خاذلة ... والعين بالإثمد الحاري مكحول (?)
ولم يقل: مكحولة والعين أنثى للعلة التي أنبأتك بها. قال: وأنشدني بعضهم:
فلا مزنة ودقت ودقها ... ولا أرض أبقل إبقالها (?)
قال: وأنشدني يونس- يعني النحوي الْبَصْرِيّ- عن العرب قول الأعشى:
إلى رجلٍ منهم أسيفٍ كأنما ... يضم إلى كشحيه كفا مخضبا (?)
وأما قوله: «السَّماءُ مُنْفَطِرٌ بِهِ» (?) فإن شئت جعلت السماء مؤنثة بمنزلة العين فلما لم يكن فيها هاء مما يدل على التأنيث ذكر فعلها كما فعل بالعين والأرض فى البيتين.