[سورة الذاريات (51) : الآيات 23 إلى 26]

وقوله: كانُوا قَلِيلًا مِنَ اللَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ (17) .

إن شئت جعلت ما فِي موضع رفع، وكان المعنى: كانوا قليلًا هجوعهم. والهجوع: النوم.

وإن شئت جعلت ما صلة لا موضع لها، ونصبت قليلًا بيهجعون. أردت: كانوا يهجعون قليلًا من الليل.

وقوله: وَبِالْأَسْحارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ (18) يُصَلون.

وقوله: وَفِي أَمْوالِهِمْ حَقٌّ لِلسَّائِلِ وَالْمَحْرُومِ (19) .

فأمَّا السائل فالطوّاف عَلَى الأبواب، وأمَّا المحروم فالمحارَفُ «1» أَوِ الَّذِي لا سهم لَهُ فِي الغنائم.

وقوله: وَفِي الْأَرْضِ آياتٌ لِلْمُوقِنِينَ (20) .

فآيات الأرض جبالها، واختلاف نباتها وأنهارها، والخلق الَّذِينَ «2» فيها.

وقوله: وَفِي أَنْفُسِكُمْ (21) .

آيات أيضًا إن أحدكم يأكل ويشرب فِي مدخل واحد، ويُخْرِج من موضعين، ثُمَّ عنّفهم فقال: (أفلا تبصرون) ؟

وقوله: فَوَ رَبِّ السَّماءِ وَالْأَرْضِ (23) .

أقسم عزَّ وجلَّ بنفسه: أن الَّذِي قلت لكم لَحق مثل ما أنكم تنطقون. وَقَدْ يَقُولُ القائل:

كيف اجتمعت ما، وأنّ وقد يكتفي بإحداهما من الأخرى؟ وفيه وجهان: أحدهما «3» : أن العرب تجمع بين الشيئين من الأسماء والأدوات إِذَا اختلف لفظهما، فمن الأَسماء قول الشَّاعِر:

من النّفر اللائي الَّذِينَ إِذَا هُم ... يَهاب اللئامُ حلقةَ البابِ قَعْقَعوا «4»

فجمع بين اللائي والذين، وأحدهما مجزىء من الآخر.

وأما فى الأدوات فقوله:

طور بواسطة نورين ميديا © 2015