[سورة ق (50) : الآيات 15 إلى 17]

وقوله: أَفَعَيِينا بِالْخَلْقِ الْأَوَّلِ (15) .

يَقُولُ: كيف نعيا عندهم بالبعث ولم نعي بخلقهم أولًا؟ ثُمَّ قَالَ: «بَلْ هُمْ فِي لَبْسٍ مِنْ خَلْقٍ جَدِيدٍ» ، أي هُمْ فِي ضلال وشك.

وقوله: وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسانَ وَنَعْلَمُ مَا تُوَسْوِسُ بِهِ نَفْسُهُ (16) .

الهاء لما، وَقَدْ يكون ما توسوس أن تجعل الهاء للرجل الَّذِي توسوس بِهِ- تريد- توسوس إِلَيْه وتحدثه.

وقوله: عَنِ الْيَمِينِ وَعَنِ الشِّمالِ قَعِيدٌ (17) .

يقال «1» : قعيد، «2» ولم يقل: قعيدان «3» . حَدَّثَنَا الْفَرَّاءُ قَالَ: وَحَدَّثَنِي حِبَّانُ بْنُ عَلِيٍّ عَنِ الْكَلْبِيِّ عَنْ أَبِي صَالِحٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: قَعِيدٌ عَنِ الْيَمِينِ وَعَنِ الشِّمَالِ يُرِيدُ- قَعُودٌ، فَجَعَلَ الْقَعِيدَ جَمْعًا، كَمَا تَجْعَلَ الرَّسُولَ لِلْقَوْمِ وَالاثْنَيْنِ «4» . قال الله تعالى: ِنَّا رَسُولُ رَبِّ الْعالَمِينَ»

«5» لموسى وأخيه، وقال الشَّاعِر:

ألِكْني إليها، وخيرُ الرسو ... ل أعلَمُهم بنواحيِ الْخَبَرْ «6»

فجعل الرَّسُول للجمع، فهذا وجه، وإن شئت جعلت القعيد واحدًا اكتفى بِهِ من صاحبه، كما قَالَ الشَّاعِر:

نَحْنُ بما عندنا، وأنت بما ... عندك راض، والرأي مختلف «7»

ومثله قول الفرزدق:

إنّي ضمنت لمن أتاني ما جَنَى ... وأبي، «8» وكان وكنت غير غدور «9»

طور بواسطة نورين ميديا © 2015