ومما جاء بالواو* {وَلاَ تَلْبِسُواْ [30ب] الْحَقَّ بِالْبَاطِلِ وَتَكْتُمُواْ الْحَقَّ} إنْ شئتَ جعلت {وَتَكْتُمُواْ الْحَقَّ} نصباً اذ نويت ان تجعل الأول اسما فتضمر مع {تَكْتُمُوا} "أَنْ" حتى تكون اسما. وان شئت عطفتها فجعلتها جزما على الفعل الذي قبلها. قال {أَلَمْ أَنْهَكُمَا عَن تِلْكُمَا الشَّجَرَةِ وَأَقُل لَّكُمَآ} فعطف القول على الفعل المجزوم فجزمه. وزعموا انه في قراءة ابن مسعود {وَأَقُولُ لَّكُمآ} على ضمير "أَن" ونوى أَنْ يجعل الأوَّلَ اسما, وقال الشاعر: [من الطويل وهو الشاهد الثامن والثلاثون] :
لقد كان في حَوْلٍ ثَواءٍ ثويته * تَقَضِّي لُباناتٍ وَيَسْأمَ سائِمُ
- ثواءٌ وثواءً او ثواءٍ رفع ونصب وخفض - فنصب على ضمير "أَنْ" لأن التقضي اسم، ومن قال "فَتُقْضى" رفع: "ويسأمُ" لأنه قد عطف على فعل وهذا واجبٌ، وقال الشاعر: [من الطويل وهو الشاهد التاسع والثلاثون] :
فإِنْ لم أصدِّقْ ظَنَّكُمْ بتَيقُّنٍ * فَلا سَقَتِ الأوْصالَ مِنّي الرّواعِدُ
ويَعلمَ أكفائي من الناسِ أَنَّني * أَنَا الفارسُ الحامي الذمارِ المذاودُ
وقال الشاعر: [من الوافر وهو الشاهد الأربعون] :
فإن يقدِرْ عليكَ أبو قُبَيْسٍ * نَمُطَّ بِكَ المَنِيَّة في هَوانِ