الَّذِينَ} فنصب، ولو جزمه على العطف كان جائزا، ولو رفعه على الابتداء جاز ايضاً. وقال {وَإِن تُبْدُواْ مَا فِي أَنْفُسِكُمْ أَوْ تُخْفُوهُ يُحَاسِبْكُمْ بِهِ اللَّهُ فَيَغْفِرُ لِمَن يَشَآءُ} فتجزم {فَيَغفِر} اذا أردت [29ء] العطف، وتنصب اذا أضمرت "إنْ" ونويت أن يكون الأول اسما، وترفع على الابتداء وكل ذلك من كلام العرب. وقال {قَاتِلُوهُمْ يُعَذِّبْهُمُ اللَّهُ بِأَيْدِيكُمْ وَيُخْزِهِمْ وَيَنْصُرْكُمْ عَلَيْهِمْ} ثم قال {وَيَتُوبُ اللَّهُ عَلَى مَن يَشَآءُ} فرفع {وَيَتُوبُ} لأنَه كلام مستأنف ليس على معنى الأول. ولا يريد "قاتلوهم: "يتبْ الله عليهم" ولو كان هذا لجاز فيه الجزم لما ذكرت. وقال الشاعر [من الوافر وهو الشاهد الخامس والثلاثون] :

فإِنْ يهلِكْ أبو قابوس يهلِكْ * ربيعُ الناسِ والشَهْرُ الحرامُ

ونُمْسِكَ بعدَه بذِنابِ عيشٍ * أجبِّ الظهرِ ليس له سنامُ

فنصب "ونمسكَ" على ضمير "أَنْ" ونرى أَنْ يجعل الأول اسما ويكون فيه الجزْم ايضاً على العطفِ والرفعُ على الابتداء. قال الشاعر: [من الطويل وهو الشاهد السادس والثلاثون] :

ومَنْ يَغتربْ عن قومِهِ لا يَزَلْ يرى * مصارعَ مظلومٍ مجرّا ومَسْحُبا

طور بواسطة نورين ميديا © 2015