لا يعلم يريد انه جاهل. فأعظموه عند ذلك فقالوا: {سُبْحَانَكَ لاَ عِلْمَ لَنَآ} [32] بالغيب على ذلك. ونحن نعلم أنه لا علم لنا بالغيب" إخباراً عن أنفسهم بنحو ما خبر الله عنهم. وقوله {سُبْحَانَكَ لاَ عِلْمَ لَنَآ} فنصب "سبحانَكَ" لانه أراد "نسبِّحكَ" جعله بدلا من اللفظ بالفعل كأنه قال: "نُسَبِّحُكَ بسُبْحانِكَ" ولكن "سُبْحان" مصدر لا ينصرفُ. و "سُبْحان" في التفسير: براءة وتنزيه قال الشاعر: [من السريع وهو الشاهد الرابع والثلاثون] :

أقولُ لَمّا جاءني فَخْرُه * سُبحانَ من عَلْقَمةَ الفاخِرِ

يقول: براءة منه.

المعاني الواردة في آيات سورة (البقرة)

{وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلاَئِكَةِ اسْجُدُواْ لأَدَمَ فَسَجَدُواْ إِلاَّ إِبْلِيسَ أَبَى وَاسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنَ الْكَافِرِينَ}

هذا باب الاستثناء

قوله {فَسَجَدُواْ إِلاَّ إِبْلِيسَ} فانتصب لانك شغلت الفعل بهم عنه فأخرجته من الفعل من بينهم. كما تقول: "جاءَ القومُ إلاّ زيداً" لأنَّك لما جعلت لهم الفعل وشغلته بهم وجاء بعدهم غيرهم شبهته بالمفعول به بعد الفاعل وقد شغلت به الفعل.

وقوله {أَبَى وَاسْتَكْبَرَ وَكَانَ} ففتحت {استكبرَ} لأن كل "فَعَلَ" أو "فُعِلَ" فهو

طور بواسطة نورين ميديا © 2015