كان لفظه لفظ الواحد ومعناه معنى الجماعة جازان يجمع فقال {سَوّاهُنَّ} فزعم بعضهم ان قوله {السَّمَآءُ مُنفَطِرٌ بِهِ} جمع مذكر كـ"اللّبن". ولم نسمع هذا من العرب والتفسير الأول جيد. وقال يونس: {السَّمَآءُ مُنفَطِرٌ بِهِ} ذكر كما يذكر بعض المؤنث كما قال الشاعر: [من المتقارب وهو الشاهد الحادي والثلاثون] :

فلا مُزْنَةٌ وَدَقَتْ وَدْقَها * ولا أرضُ** أبقلَ إبقالَها

وقوله: [من المتقارب وهو الشاهد الثاني والثلاثون] :

فإمّا تَرَيْ لِمَّتى بُدِّلَتْ * فإنَّ الحوادِثَ أَوْدَى بِها

وقد تكون "السماء" يريد به الجماعة كما تقول: "هَلَكَ الشاةُ والبعيرُ" يعني كل بعير وكل شاة. وكما قال {خَلَقَ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ وَمِنَ الأَرْضِ مِثْلَهُنَّ} أي: من الأرضين.

وأما قوله {اسْتَوى إلى السمآء} فان ذلك لم يكن من الله تبارك وتعالى [27ء] لتحول، ولكنه يعني فعله كما تقول: "كان الخَلِيفَة في أهْلِ العراق يوليهم ثم تحوّل إلى أَهلِ الشام" انما تريد تحول فعله.

{وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلاَئِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الأَرْضِ خَلِيفَةً قَالُواْ أَتَجْعَلُ فِيهَا مَن يُفْسِدُ فِيهَا

طور بواسطة نورين ميديا © 2015