المعاني الواردة في آيات سورة (الحديد)
{مَّن ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللَّهَ قَرْضاً حَسَناً فَيُضَاعِفَهُ لَهُ وَلَهُ أَجْرٌ كَرِيمٌ}
وقال {مَّن ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللَّهَ قَرْضاً حَسَناً} وليس ذا مثل الاستقراض من الحاجة ولكنه مثل قول العرب: "لي عندَكَ قَرْضُ صِدُقٍ" و"قَرْضُ سَوءٍ" اذا فعل به خيرا او شرا. قال الشاعر: [من الطويل وهو الشاهد التاسع والستون بعد المئتين] :
سَأَجْزِي سَلاَمانَ بنَ مُفْرِجَ قَرْضَهُم * بِما قَدَّمَتْ أَيْدِيهُمْ وأَزَّلَتِ
{يَوْمَ تَرَى الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ يَسْعَى نُورُهُم بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمَانِهِم بُشْرَاكُمُ الْيَوْمَ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ}
قال {يَسْعَى نُورُهُم بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمَانِهِم} يريد: عَنْ أيْمانِهِم - والله أعلم - كما قال {يَنظُرُونَ مِن طَرْفٍ خَفِيٍّ} يقول "بِطرْفٍ".
{يَوْمَ يَقُولُ الْمُنَافِقُونَ وَالْمُنَافِقَاتُ لِلَّذِينَ آمَنُواْ انظُرُونَا نَقْتَبِسْ مِن نُّورِكُمْ قِيلَ ارْجِعُواْ وَرَآءَكُمْ فَالْتَمِسُواْ نُوراً فَضُرِبَ بَيْنَهُم بِسُورٍ لَّهُ بَابٌ بَاطِنُهُ فِيهِ الرَّحْمَةُ وَظَاهِرُهُ مِن قِبَلِهِ الْعَذَابُ}
وقال {انظُرُونَا نَقْتَبِسْ مِن نُّورِكُمْ} لأنه من "نَظَْرْتُه" يريد "نَظرْتُ" فـ"أَنَا أنْظُرُهُ" ومعناه: أنْتَظِرُهُ.
وقال {بِسُورٍ لَّهُ بَابٌ} معناه: "وَضُرِبَ بَيْنَهُم سُورٌ".