فناس من العرب يميلون ما كان من هذا النحو وهم بعض اهل الحجاز ويقولون ايضاً {وَلِمَنْ خِافَ مَقَامَ رَبِّهِ} و {فَانكِحُواْ مَا طِابَ لَكُمْ مِّنَ النِّسَآءِ} [و] {وَقَدْ خِابَ} ولايقولون {قِال} ولا (زِار) لانه يقول (قُلْتُ) و (زُرْتُ) فأوله مضموم. فانما يفعلون هذا في ما كان اوله من "فعلتُ" مكسوراً إلاَّ أنَّهم ينحون الكسرة كما [18ب] ينحون الياء في قوله {وَسَقِاهُمْ رَبُّهُمْ} . و {قَدْ أَفْلَحَ مَن زَكَّاهَا} . ويقرأ جميع ذلك بالتفخيم. وما كان من نحو هذا من بنات الواو وكان ثالثاً نحو {وَالْقَمَرِ إِذَا تَلاَهَا} ونحو {وَالأَرْضِ وَمَا طَحَاهَا} .
فان كثيراً من العرب يفخمه ولا يميله لانها ليست بياء فتميل اليها لانها من "طَحَوْتُ" و "تَلَوْتُ". فاذا كانت رابعة فصاعداً أمالوا وكانت الامالة هي الوجه، لانها حينئذ قد انقلبت الى الياء. الا ترى انك تقول "غَزَوْتُ" و "أَغْزَيْتُ" ومثل ذلك