ويكون للمجازاة نحو قوله {وَإِن تُبْدُواْ مَا فِي أَنْفُسِكُمْ أَوْ تُخْفُوهُ} {وَإِن تَعْفُواْ وَتَصْفَحُواْ} . وتزاد "إنْ" مَع "ما", يقولون: "ما إنْ كانَ كَذا وَكَذا" أي: "ما كانَ كَذَا وَكَذا"، و: "ما إنْ هذا زَيْدٌ". ولكنها تغير "ما" "فلا يُنْصَبُ بِهَا الخبر. وقال الشاعر: من الوافر وهو الشاهد الثاني والتسعون] :
وما إنْ طِبْنا جُبْنٌ وَلَكِنْ * مَنايانا وَطُعْمَةُ آخَرِينا
وتكون خفيفة في معنى الثقيلة وهي مكسورة ولا تكون إلاَّ وفي خبرها اللام، يقولون: "إنْ زَيْدٌ لَمنطلِقٌ" ولا يقولونه بغير لام مخافة ان تلتبس بالتي معناها "ما". وقد زعموا ان بعضهم يقول: "إنْ زيداً لمَنُْطَلِقٌ" يعملها على المعنى وهي مثل {إِن كُلُّ نَفْسٍ لَّمَّا عَلَيْهَا حَافِظٌ} يقرأ بالنصب والرفع و "ما" زيادة للتوكيد، واللام زيادة للتوكيد وهي التي في قوله {وَإِن كَانَ أَصْحَابُ الأَيْكَةِ لَظَالِمِينَ} ولكنها انما وقعت على الفعل حين خففت كما تقع "لكنْ" على الفعل إذا خففت. ألا ترى أنك تقول: "لكن قد قال ذاك زيد". ولم يُعَرُّوها من اللام في قوله {وَإِن كَانَ أَصْحَابُ الأَيْكَةِ لَظَالِمِينَ} [51ء] وعلى هذه اللغة فيما نرى - والله أعلم - {إِنْ هَاذَانِ لَسَاحِرَانِ} وقد شددها قوم فقالوا {إنّ هذانِ} وهذا لا يكاد يعرف إلا أنهم