وقال بعضهم: "وَهْيَ عَلَيْهِ نَوْحٌ" جعلها في التشبيه هي النوح لكثرة ما كان ذلك منها كما تقول: "إنَّما أنتَ شَرٌّ" و"إنَّما هُوَ حِمارٌ" في الشبه، او تجعل الرفع كأنه قال: "وهْيَ عَلَيْهِ صاحِبَةُ نَوْحٍ"، فألقى الصاحبة وأقام النوح مُقامَها. ومثل ذلك قول الخنساء. [من البسيط وهو الشاهد الثمانون] :

تَرْتَعُ ما رَتَعَتْ حتَّى إذا ذَكَرَتْ * فَإنَّما هِيَ إقْبالٌ وإدْبارُ

ومثله {قَالُواْ مَعْذِرَةً إِلَى رَبِّكُمْ} كأنهم قالوا: "مَوعَظتُنا إِياهُمْ مَعْذِرَةٌ" وقد نصب على: "نَعْتَذِرُ مَعْذِرَةً" وقال {فَأَوْلَى لَهُمْ} {طَاعَةٌ وَقَوْلٌ مَّعْرُوفٌ} [44ء] على قوله {إِذَا جَآءَتْهُمْ ذِكْرَاهُمْ} {فَأَوْلَى لَهُمْ} {طَاعَةٌ وَقَوْلٌ مَّعْرُوفٌ} جعل الطاعة مبتدأ فقال {طَاعَةٌ وَقَوْلٌ مَّعْرُوفٌ} خير من هذا، او جعل الطاعة مبتدأ فقال "طاعةٌ وَقَوْلٌ مَعْرُوف خيرٌ من هذا". وزَعم يونس انه قيل لهم "قُولوا حِطَةٌ" أي: تكلموا بهذا الكلام. كأنه فُرِضَ عليهم أَنْ يقولوا هذه الكلمة مرفوعة.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015