باب الفعل.
أما قوله {حَتَّى نَرَى اللَّهَ جَهْرَةً} فيقول: "جِهاراً" أي: "عِيانا يكشف ما بيننا وبينه" كما تقول: "جَهِرَتْ الرَكِيَّةُ" اذ كان ماؤها قد غطاه الطين فنفّي ذلك حتى يظهرَ الماء [و] يصفو.
{وَظَلَّلْنَا عَلَيْكُمُ الْغَمَامَ وَأَنزَلْنَا عَلَيْكُمُ الْمَنَّ وَالسَّلْوَى كُلُواْ مِن طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ وَمَا ظَلَمُونَا ولكن كَانُواْ أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ}
أما قوله {وَظَلَّلْنَا عَلَيْكُمُ الْغَمَامَ وَأَنزَلْنَا عَلَيْكُمُ الْمَنَّ وَالسَّلْوَى} فـ"الغَمامُ" واحدتُه "غَمامةٌ" مثل "السَّحابِ" واحدتُه "سَحابة". وأما "السَّلْوَى" فهو طائر لم يسمع له بواحد، وهو شبيه أن يكون واحده "سَلْوى" مثل جماعته، كما قالوا: "دِفْلَى" للواحد والجماعة، و"سُلامَى" للواحد والجماعة. وقد قالوا "سُلامَيات". وقالوا "حُبَارَى" للواحد، وقالوا للجماعة: "حُبارَيَات"، وقال بعضُهم للجماعة "حُبَارى". قال الشاعر: [من الطويل وهو الشاهد السابع والسبعون] :
وأَشلاءُ لَحْمٍ من حُبارَى يصيدُها * إذا نَحْنُ شِئْنا صاحبٌ مُتَأَلَّفُ